قـــراءة فــي الــصحف
نبدأ قراءتنا من صحيفة “الأنوار” اللبنانية، فقد توقع رفيق خوري في الأنوار اللبنانية أن يضعف دور الولايات المتحدة في العالم مع وصول ترامب إلى السلطة، فقال: “غدا تبدأ مع ترامب المفتون بقوة بوتين مرحلة أسرع في المسار الانحداري لمكانة أميركا ودورها في العالم.”
غير أن كمال بالهادي في الخليج الإماراتية قال، إن ترامب سيسعى إلى تحقيق وعوده “وعلى رأسها إعادة القوة والعظمة للولايات المتحدة”.
وأضاف أن “أمريكا ستتغيّر فعلا، ولكن بالقدر الذي يخدم مصالحها ويحقق أهدافها الوطنية.”
وقال، إن ترامب “لن يتردد لحظة في استعمال القوة العسكرية… وهو تعهد أيضا بأن يستكمل الخطوة التي عجز عنها أسلافه وهي المتمثلة في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة”.
وتساءل علي حسن التواتي في عكاظ السعودية عما إذا كان ترامب “سينجح في توجهه الانعزالي”.
وقال إن التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة مثل ارتفاع الدين الداخلي إلى 119.8 تريليون دولار من شأنها أن تدخل ترامب في فترة من “عدم الاستقرار”.
وأضاف أن هذه التحديات “تتطلب إعادة لترتيب البيت ولملمة لجراح الانتخابات فترة قد تطول أو تقصر قبل استعادة التوازن المحلي والعودة للساحة الدولية”، معربا عن أمله في نجاح قادة حزب ترامب الجمهوري في استعادة سريعة للتوازن من خلال الحملة التي بدأوها “لتجنيب البلاد مغبة التسرع في الإقدام على اتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية متهورة قد لا يمكن تدارك آثارها في المدى الطويل”.
وبنبرة تشاؤمية، يرى زهير قصيباتي في الحياة اللندنية أن “ترامب، ‘ملك البزنس’ المتهم باحتيالات في التجارة، لن يمانع على الأرجح في تمديد التفويض الأمريكي للقيصر )الروسي ( ليكمل في ليبيا ما بدأه في سوريا، وربما يستعيد عرضا من المخلوع علي صالح لتوسيع حزام القواعد العسكرية إلى اليمن”
وقال “أي وعود لطمأنة العرب؟ لا تعطي شعبوية ترامب ولا فظاظته ورعونته أي مؤشر سوى إلى طيش وتخبط وارتباك، قاعدته الجهل بمعاناة العالم من الإرهاب والاستبداد والعولمة المتوحشة والطموحات القيصرية”.
وناشدت الوطن القطرية في افتتاحيتها الدول العربية “إنهاء حالات الشقاق والاحتقان بينهم”.
وقالت “أمام مثل هذا التأييد والتعصب الأمريكي الأعمى لإسرائيل ليس أمام العرب سوى خيار واحد هو إنهاء حالات الشقاق والاحتقان بينهم وتغليب المصالح المصيرية على مصالح الأشخاص، للخروج من هذا النفق الذي طال ولم يظهر أي ضوء يبشر بنهايته”.
وأضافت “في هذه الحالة فقط يمكن للعرب التأثير على السياسة الأمريكية وأن يكون لهم الثقل الذي يتناسب مع مكانتهم كأمة ذات حضارة وثقافة عريقة”.
وبذات الموضوع نشر موقع “بلومبيرغ” تقريرا لكل من هنري ماير وأليا أرخيبوف وأرينا ريزنك، يقول فيه إن المسؤولين الروس عبروا عن خوفهم من ألا يمنح الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب روسيا ما تريده.
ويقول الكتّاب إنه “بعيدا عن الإعلام، فإنه يسود في الكرملين جو من الشك، بعد الحماسة التي اعترت المسؤولين الروس؛ لأن رجلا معجبا ببوتين دخل إلى البيت الأبيض، وهذا ما عبر عنه أربعة مسؤولين بارزين روس”.
ويضيف الكتّاب أن “السبب هو الجدل في واشنطن بشأن الدور الذي أدته موسكو في انتخاب ترامب، والمواد التي حصل عليها الكرملين تجعله عرضة للتلاعب، وهذا كله أدى إلى موقف متشدد في الكونغرس ومطالب بفرض عقوبات على روسيا، وأدى هذا المزاج بعدد من المرشحين لإدارة ترامب الجديدة إلى اتخاذ موقف متشدد من روسيا في جلسات تأكيد تعيينهم في الكونغرس”.
ويرى الموقع أن العاصفة غير المسبوقة تعد سيفا ذا حدين لبوتين، الذي قضى الـ16 عاما يحاول إعادة بعض مظاهر القوة الروسية ودورها الذي فقدته بصفتها قوة عظمى، مشيرا إلى أنه بعودة روسيا إلى مركز السياسة الأمريكية، فإن الجدل أدى إلى تقوية نقاد بوتين، بحسب المسؤول البارز السابق في الكرملين أليكسي تسيناكوف، الذي يعمل مستشارا للحزب الحاكم “روسيا الموحدة”، وقال: “هناك تحول منطقي في توقعات الكرملين”، وأضاف: “تفهم القيادة أن إعادة العلاقات لن تكون سهلة، وستعقد أي فضائح أخرى الوضع”.
ويلفت الكتّاب إلى أن بوتين دافع عن ترامب يوم الثلاثاء، حيث قال إن المزاعم التي سربت في الملف، التي تقول إن الروس يحتفظون بشريط عن الملياردير الذي تحول للسياسة، هي افتراءات واضحة، وأضاف: “من الصعب تصديق أنه انطلق إلى الفندق ليلتقي فتيات هوى، مع أن فتياتنا هن، ودون شك، الأفضل في العالم”.
ويورد التقرير أن وسائل الإعلام التي يتحكم بها الكرملين بدأت بإضافة “لا حاجة للأوهام”، وذلك أثناء تغطية الأخبار المتعلقة بترامب، رغم أن مقدمي البرامج حاولوا التقليل من تصريحات مرشحي ترامب المتشددة ضد روسيا، مثل المرشح لوزارة الخارجية ريكس تيلرسون والمرشح للدفاع جيمس ماتيس، وقالوا إنها محاولة للحصول على ترشيحات الكونغرس.
وينقل التقرير عن كورتنوف قوله: “يبدو أنه كان يجب عليه أن يوقع بالدم ويظهر معاداته لبوتين”، أما الجنرال المتقاعد ماتيس، فإنه ذهب أبعد من ذلك عندما اتهم روسيا بمحاولة تفكيك حلف الناتو، وعدها العدو الأول.
ويختم “بلومبيرغ” تقريره بالإشارة إلى أن تصريحات كل من ماتيس وتيلرسون جاءت متعارضة مع بعض تصريحات ترامب حول الناتو وروسيا، لافتا إلى أن هذه التصريحات وعدم القدرة على معرفة ما يمكن أن يعمله ترامب هما مثار قلق للكرملين، وذلك بحسب مدير مركز مصالح الأمن القومي في واشنطن ديمتري سيمز، الذي قال: “بالتأكيد فضلت القيادة الروسية ترامب على كلينتون، لكنها الآن قلقة، فترامب اندفاعي، ويتعامل مع الأمور بشكل شخصي، فربما تحولت البداية الجيدة إلى نهاية سيئة”.
الـمركز الـصحفي الـسوري _ صـحف