ضمّت بوتين وجينبنغ والأسد ومبارك وشركات لإيران و«حزب الله»… وملوكاً ومشاهير ونجوم رياضة ومجرمين
وأظهر تحقيق صحافي ضخم استمر عاما كاملا في نحو 11.5 مليون وثيقة سربت من مكتب المحاماة «موساك فونسيكا» الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاما وله مكاتب في 35 بلدا، عن شبكة من التعاملات المالية السرية تورط فيها عدد من النخبة العالمية، وكانت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية قد ذكرت أول أمس الاحد أن عملية التسريب الضخمة تكشف كيف يقوم أثرياء في العالم وقادة سياسيون ـ ومن بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبنغ والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد، ونجوم رياضيون ومجرمون في مختلف أنحاء العالم ثرواتهم ـ بإخفاء أموالهم.
وسلطت الوثائق الضوء على الثروة الكبيرة التي حققها، سيرغي رولداغين، أقرب أصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي كان السبب الرئيسي في تعرفه على زوجته، لودميلا بوتينا، وكان الأب الروحي لابنة الرئيس الروسي ماريا.
وكشفت الوثائق أن صديق بوتين الحميم، رولداغين، لديه حصة تصل إلى حوالي 12.5 في المئة من أسهم واحدة من أكبر شركات الدعاية والإعلان الروسية، والتي تحقق عوائد سنوية تتجاوز 800 مليون يورو.
وفي رد على الأنباء المتعلقة بالرئيس الروسي قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن «بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيسي وخصوصا من أجل زعزعة الوضع». وأوضح الناطق باسم الكرملين «نعرف جيدا هذه المسماة مجموعة صحافية»، في إشارة إلى «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين». وقال «هناك الكثير من الصحافيين الذين يركزون مهنتهم خارج الإعلام: عدد كبير من المسؤولين السابقين في وزارة الخارجية الأمريكية وسي آي إيه وأجهزة خاصة أخرى».
ووجهت التحقيقات أصابع الاتهام إلى عائلات الرئيس الصيني وعدد من كبار المسؤولين وقالت إنهم استخدموا شركات اوفشور لإخفاء ثرواتهم، ومنهم ثمانية من الأعضاء القدامى أو الحاليين للجنة الدائمة الواسعة النفوذ للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني.
وتبين «أوراق بنما» دور دينغ جياغوي، زوج الشقيقة الكبرى لرئيس الدولة شي جينبينغ، الذي يملك منذ 2009 شركتين في الجزر العذراء البريطانية.
كما كشفت الوثائق شركات مسجّلة بأسماء زعماء عرب بينهم الملك المغربي محمد السادس وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ورئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد، والرئيس السوري بشار الأسد، والرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وبحسب تلك الوثائق، فإنّ ابني خال بشار الأسد، رامي وحافظ مخلوف، تمكنا من تكوين ثروة كبيرة، عن طريق صلة القرابة التي تربطهم بالأسد.
وأوضحت الوثائق أنّ شركات نفط واتصالات أجنبية، راغبة في الاستثمار في سوريا، أُرغمت على الحصول على موافقة رامي مخلوف، من أجل إقامة استثماراتها في هذا البلد، على اعتبار أنّ الأخير كان قد أحكم قبضته على هذين القطاعين.
وفيما يخص حافظ مخلوف، فقد أوضحت الوثائق المسربة، أنه استغل منصبه في إدارة الاستخبارات، لإخضاع منافسي أخيه رامي لما يطلبه الأخير.
وفرض المجتمع الدولي عقوبات على الاثنين، بداعي مساندتهما ودعمهما للرئيس الأسد، في قمع الشعب السوري، إلّا أنّ حافظ مخلوف، استطاع تخليص مبلغ 4 ملايين دولار له، من البنوك السويسرية.
وعقب تضارب مصالح حافظ مخلوف مع النظام السوري، تمّ عزله عن منصبه، وفرّ إلى روسيا البيضاء في عام 2014، بحسب التوقعات المدونة في الوثائق المسربة.
وفي باكستان دافعت عائلة رئيس الوزراء نواز شريف عن امتلاكها شركات اوفشور بعد أن ورد اسمها في أوراق بنما التي أظهرت تورط ثلاثة من أبناء نواز شريف الأربعة ـ مريم التي يعتقد أنها ستكون خليفته السياسية، وحسن وحسين اللذان تظهر السجلات أنهما يملكان شركة عقارية في لندن من خلال شركات اوفشور أدارها مكتب المحاماة.
وقال حسين نواز شريف لاذاعة «جيو» الخاصة إن عائلته «لم ترتكب خطأ».
ورفض رئيس وزراء ايسلندا سيغموندور ديفيد غونلوغسون دعوته للاستقالة بعد الكشف عن امتلاكه شركة وسندات بنوك بملايين الدولارات عندما انهار النظام المالي لبلاده وطلبت البنوك مساعدة لإنقاذها.
بالمثل رفض رئيس أوكرانيا بترو بوروشنكو الاعتراف بأي خطأ بعد الكشف عن امتلاكه شركة لم يبلغ عنها في كشوف الضريبة.
كشفت «أوراق بنما» عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة اوفشور في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وأوردت اسماء 33 شخصا وشركة على الأقل مدرجين على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية السوداء بسبب التعامل مع كوريا الشمالية وإيران و»حزب الله» اللبناني، بحسب اتحاد الصحافيين.
كما ذكر لاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي تهزه الفضائح في الأوراق.
تشمل الوثائق معاملات على مدى أكثر من أربعة عقود (1977 ـ 2005) لشركات سجلها مكتب المحاماة البنمي إحداها امتلكها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمتوفى في 2010، وأخرى يملكها موظفون مقربون من رئيس فنزويلا الراحل هوغو تشافيز.
القدس العربي – وكالات