«نداء إلى دولة قطر من هنادة فيصل الرفاعي رئيسة الديوان في وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة، نرجو عدم دعم الحكومة السورية المؤقتة بأي مبالغ مالية لأنهم يسرقوننا لتبقى قائمة برئيس الحكومة والوزراء مثل الفزاعة لا يفيدون إلا انفسهم، البوست من مكتبي في وزارة التربية، وأتقدم باستقالتي لأنني أعرف انهم سيردون عليه بفصلي من العمل، مثلما فصلت من عملي في حكومة النظام عند اعتقالي».
هنادة الرفاعي هي معتقلة سابقة في سجون نظام الأسد، ودام اعتقالها سبعة أشهر في فرع المخابرات الجوية في حرستا بدمشق عام 2012، بسبب مواقفها ومعارضتها لنظام بشار الأسد وأجهزته الأمنية، واستضافتها قناة «العربية» منذ أيام قليلة كشاهدة في برنامج خاص يتحدث عن معاناة المعتقلات داخل سجون نظام بشار الأسد.
تقول «بسبب نشاطي الثوري وإثر اعتقالي خسرت عملي في المدرسة الباكستانية بدمشق، ولم أبال، فما أكثر السوريين الذين خسروا كل شيء، خسرت أخي الذي ستشهد تحت التعذيب، وأتيت تركيا هاربة من وحشية النظام».
تتابع الحديث قائلة: كانت فرحتي كبيرة كما فرحة الكثير من الثوار عندما تشكلت حكومة للثورة السورية، وتفاءلنا بها خيراً، حصلت على وظيفة في الحكومة السورية المؤقتة براتب 1320 دولار في الحكومة، أدفع بها إيجار البيت ونعيش به أنا وأمي التي لحقت بي بعد استشهاد أخي، وابنتي التي لحقت بي مع طفلها.
آخر راتب أخذته كان في شهر كانون الثاني، ولم يكن كاملاً كان ألف دولار لكل موظف، أما الشهر الثاني شباط/فبراير فقد كان بلا راتب، قررت الحكومة ابتداء من 15 آذار/مارس اعتبار العمل تطوعيا، وبما أننا ثوار ولا نعمل لأجل المال، فقد وقعنا على العمل التطوعي، وخجلنا أن نترك العمل، برغم أننا أيضا لدينا عائلات ومنازل ومصاريف نحتاج لتغطيتها بشكل ملح.
تم إبلاغنا من قبل الحكومة بأنه اعتباراً من بداية شهر أيار/مايو انتهى العمل الطوعي، عندما ترسل قطر الدعم سنقبض كافة الرواتب، فتفاءلنا خيراً، ومرّ الشهر الخامس، والشهر السادس ها هو في نهايته وأتى الدعم المنتظر من دولة قطر، وبدلاً من أن يتم دفع مستحقات الموظفين المتأخرة، إذا بنا نفاجأ بهم يقررون في اجتماعهم أن عملنا في الشهر الخامس والسادس أيضا تطوعي، وبهذا كان عملنا خلال الأشهر الماضية ليس مجانا فقط، بل أننا دفعنا من جيوبنا تكاليف المواصلات من وإلى الحكومة، حتى نبقى على هيكل الحكومة، والآن أنتظر بأي وقت أن يتم تبليغي بقرار الفصل من العمل بسبب ما نشرته على صفحتي الشخصية على فيسبوك.
يذكر أن زيارة رئيس الحكومة السورية المؤقتة الدكتور أحمد طعمة، لدولة قطر في الثالث والعشرين من نيسان/أبريل الماضي، نقلة في تأمين استمرارية الدعم المادي والتمويل لحكومته، إذ تكللت الزيارة آنذاك، بدعم مادي قطريّ لمدة عام ونيّف لموظفي الحكومة السورية المؤقتة.
إلا أن الدعم لم يصل إلى الحكومة المؤقتة، حتى اليوم، على الرغم من إفلاس خزينة الحكومة، وعدم صرف رواتب الموظفين منذ بداية العام الحالي، إضافة إلى الديون المترتبة عليها، والتي تبلغ ما يقارب 2.5 مليار دولار أمريكي، كأجر مقرات وسيارات وفواتيرـ بحسب ما تناقلته وكلات الأنباء.
وحين وصول الدعم وزعت الحكومة المؤقتة، بضعة دولارات على كادرها، إذ أعطت وزراءها رواتبهم كاملة، فيما حصل الموظفون من المرتبة الثانية 300 دولار، ورجال الأمن والمرافقة والمتابعة 150 دولارا، والفئة الرابعة والأخيرة من المستخدمين الذين لا يملكون ثمن لقمة عيشهم، وإيجار سكناهم لم يتم قبضهم سوى 50 دولارا فقط.
في السياق ذاته قال مصدر في الحكومة السورية المؤقتة: إن موظفي المؤقتة بدأوا إعداد عريضة احتجاج ضد رئيسها أحمد طعمة سيتم إرسالها إلى الحكومة القطرية الجهة الداعمة، يطالبون فيها بسحب الدعم المقدم منها لحكومة طعمة الذي استأثر بالدعم الأخير الذي وصل من القطريين.
وتوقع المصدر بحسب «زمان الوصل» أن تشهد الساعات المقبلة إضرابات واستقالات جماعية داخل الحكومة من قبل موظفيها، حيث إن موظفي الأمن في الحكومة الذين لم ينقطعوا يوماً واحداً عن دوامهم خلال الأشهر الطويلة السابقة عبروا عن استيائهم من تعليمات طعمة، مشيرين إلى أنهم كانوا يقضون معظم يومهم في السهر على حماية مقر الحكومة وأمن أحمد طعمة الذي قضى فترات طويلة من الفترة السابقة متنقلاً من دولة إلى أخرى ليقبضوا لقاء تعبهم مبالغ زهيدة بينما يتقاضى هو 12000 دولار، حسب المصدر.
علق ناشطون سوريون على هذه الأخبار بالقول: قمنا بثورة على بشار الأسد بسبب فشله وظلمه وتسلطه، وطالبناه بالرحيل، فلماذا لا ترحل هذه الحكومة الفاشلة والتي لم تفلح في تقديم شيء للشعب السوري، فالحكومات في كل دول العالم تستقيل عندما تفشل في تقديم المطلوب منها.
وعقب أحدهم «لماذا لا تستقيل الحكومة وتفسح المجال لدماء جديدة تحيي قلب الثورة السورية التي كادت تفسدها الأموال الأجنبية والتبعية للدول والمنظمات وتسلب منها استقلالية قرارها؟. الظرف الدولي صعب ونعرف أنه لا أحد يريد للثورة السورية أن تنتصر، ولكن لا يمكن أن نزيد نحن السوريين في معاناتنا، بالإبقاء على هياكل بلا روح تعيد إنتاج النظام بأمراضه بشكل جديد، وتكون بعيدة كل البعد عن معاناة الناس على الأرض، سواء في الداخل السوري أو في دول اللجوء، آن الأوان لوضع حد للفساد والمحسوبيات داخل مؤسسات المعارضة السورية».
نور ملاح – القدس العربي