صرح مستشار رئيس السلطة القضائية الإيراني للشؤون الدولية، محمد جواد لاريجاني وهو شقيق رئيسي القضاء ومجلس النواب، أنه يجب على الجمهورية الإسلامية أن تطور قدراتها النووية، حتى تتمكن من صنع القنبلة النووية خلال 48 ساعة، كما هو حال اليابان حالياً.
وشدد لاريجاني الذي وضع نظرية «إيران هي أم القرى الإسلامية» قبل سنوات، خلال حديثه الخاص مع وكالة تسنيم للأنباء التابعة للحرس الثوري، على أنه يجب أن تواصل إيران برنامجها النووي السرّي دون أي خوف وتحفظ، فضلاً على استمرار الجزء المكشوف والعلني من برنامجها في هذا المجال.
وأوضح أن بعض الأجنحة في الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لتعزيز الأزمة الاقتصادية في إيران وإيصال الأوضاع الاقتصادية إلى المستوى الذي سيؤدي إلى الانفجار، وأنها تريد أن تضع النظام الإيراني أمام تحديات كبيرة وضغط مستمر، مضيفاً أنه يتم ذلك من خلال «الأصل القذر للاتفاق النووي» الذي سيقضي الغرب من خلاله على قدرات إيران النووية ومنع طهران من دعم محور المقاومة.
وذكر أن الشيء الذي يمنع الغرب من مهاجمة إيران أو أي دولة أخرى، هو القدرات التي تمتلكها طهران أو أي دولة أخرى، وأن الغربيين استشعروا أن الجمهورية الإسلامية بإمكانها أن تصنع القنبلة الذرية خلال شهرين وأقلقهم ذلك كثيراً، ما دفعهم إلى الجلوس على طاولة المفاوضات معها، مضيفاً أن الدول الغربية استطاعت من خلال الاتفاق النووي أن تؤخر امتلاك النظام الإسلامي للقنبلة الذرية لفترة 3 سنوات، وأن هذا الأمر دفع الغرب بفتح ملفات أخرى ضد إيران، دون إلغاء العقوبات الاقتصادية.
وشدد مستشار رئيس السلطة القضائية الإيراني للشؤون الدولية على أنه يجب على طهران أن تدشن برنامجاً نووياً كبيراً، حيث يكون 30 في المئة منه بشكل سرّي، بهدف تطوير القدرات النووية الإيرانية لامتلاك تقنية صنع القنبلة الذرية خلال 48 ساعة، كما فعلته اليابان. وشكك في نجاح سياسة حكومة الرئيس حسن روحاني بالتعامل مع الغرب من خلال الاتفاق النووي، قائلاً إن مواقف الرئيس روحاني كانت ضعيفةً، وإنه لم يتخذ مواقف صارمة وحازمة أمام الغرب وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة، موضحاً أن واشنطن استأسدت بسبب هذه المواقف الضعيفة على طهران، وأنها تريد أن تحلب إيران وتستنزفها.
وأكد أنه يجب على الحكومة الإيرانية أن تخرج من حالة الخوف من العقوبات الاقتصادية، وأن تقول للغرب وخاصة الأمريكان بأن الجمهورية الإسلامية لا تخشى العقوبات في أي حال من الأحوال.
ولفت النظر إلى أنه يجب عليهم أن يدشنوا منشآت أخرى سرية مثل منشأة فوردو المثيرة للجدل، رداً على التهديدات الغربية المتواصلة ضد إيران ومحاولته لفتح ملفات جديدة ضد النظام الإيراني.
وأوضح أن الغرب غيّر عنوان العقوبات فقط وأنه لم يلغها، وأن الولايات المتحدة بنت هيكلاً عظيماً لمواصلة العقوبات ضد إيران، وأنها تحاول ابتزاز طهران وإرغامها على إعطاء امتيازات أكبر.
وقال إن إدارة باراك أوباما استنفعت من الاتفاق النووي كثيراً، وأنها أضرّت ببرنامج إيران النووي، وإن الإدارة القادمة في البيت الأبيض ستحافظ على الهيكل العظيم للعقوبات الصامتة، مضيفاً أن واشنطن تدفع طهران بتجاه انتهاك الاتفاق النووي تدريجياً، حتى تستند بذلك وتفرض عقوبات أخرى على النظام الإسلامي.
وفي السياق، انتقد مستشار خامنئي للشؤون الثقافية خلال حديثه الخاص مع وكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري، أداء الرئيس الإيراني، حسن روحاني، فيما يتعلق بالاتفاق النووي، واعتبر الاتفاق بأنه خدعة ركبها الغرب على الشعب.
وأوضح أنه وعلى بُعد بضعة أشهر من الانتخابات الرئاسية في البلاد، يستطيع الشعب أن يقيم هل استطاع الرئيس حسن روحاني أن يحقق وعوده، وهل أثمر الاتفاق النووي عن شيء للشعب الإيراني.
وشكّك في تحقيق ما وعد به الرئيس الإيراني، قائلاً إنهم لم يجنوا الثمار الاقتصادية للاتفاق النووي، وإن الأسوأ من ذلك هو أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول وضع صيغة معينة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية وربطهما بمنظمة مجاهدي خلق المعارضة لطهران، بهدف الضغط على النظام الإيراني.
القدس العربي