صرح المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيراني، جاويد قربان أوغلي، أنه يجب على إيران تسريع الحل السياسي للأزمة السورية، وفي حال غير ذلك، فإن روسيا ستقطف ثمار ما زرعوه في سوريا.
ووفقاً لموقع «خبر أونلاين» الإيراني، أشار الدبلوماسي الإيراني إلى أنه بعد 4 سنوات من بدء الأزمة في سوريا وصل الغرب إلى نتيجة أنه لا يستطيع حل الأزمة هذه دون التعاون مع إيران، وقال إن روسيا تحاول قطف ثمار ما زرعوه في بلاد الشام، ولهذا السبب يجب تسريع التوصل إلى حل سياسي للأزمة هناك.
وانتقد المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيرانية محاولات تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر لإسقاط نظام بشار الأسد، ودعم الأمريكان والفرنسيين لهم، وأضاف أنه كان لإيران دور رئيسي في بقاء الأسد على سدة الحكم بمساعدة روسيا وأقل منها الصين.
وأكد أن ثمن بقاء الأسد كان باهظاً، وأنه لو كان بشار الأسد بدأ بالتفاوض مع معارضيه وبادر بتنفيذ مجموعة من الإصلاحات، لمّا وصلت الأمور لهذه الحالة التي تسبب بمقتل 250 ألف إنسان وتشريد أكثر من 10 ملايين آخر.
وشدد الدبلوماسي الإيراني على أن الاتفاق النووي وفّر الأرضية اللازمة للحل السياسي في سوريا، وأن إنجازات الصفقة النووية مع الغرب لا تختصر على الملف السوري فقط وستشمل عدة ملفات أخرى.
وأوضح جاويد قربان أوغلي أنه ينبغي على إيران أن لا تلح على بقاء بشار الأسد على سدة الحكم، لأنها حققت الإنجاز الرئيسي ألا وهو الحفاظ على النظام السوري. وذكر المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإيراني أنه من الخطأ أن إيران دفعت تكاليف الحرب في سوريا مادياً ومعنوياً وتحملت الخسائر، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدهاء يحاول قطف ثمار ما زرعوه في الشام.
وشدد على أن روسيا تبحث عن مصالحها فقط، وتخليها عن إيران وارد جداً كما فعلته سابقاً، وأنه يوجد فرق جوهري بين الرؤيتين الإيرانية والروسية تجاه الأحداث في سوريا.
واعتبر الدبلوماسي الإيراني هدف طهران الرئيسي في سوريا أنه الحفاظ على جسر التواصل مع حزب الله اللبناني، وفي حال عدم تحقيق الهدف ذلك ستفقد سوريا أهميتها لإيران نهائياً.
وأكد أن ربط مصير بشار الأسد بمستقبل حزب الله اللبناني هو خطأ قاتل، وأنه يجب على طهران البحث عن البديل المناسب للأسد بحيث يستطيع قيادة محور المقاومة بشكل أفضل.
وقال جاويد قربان أوغلي إنه كان من الأفضل أن تتواصل إيران من المجموعات المعارضة السورية منذ بداية الأزمة، وإنه كان يجب عليهم أن لم يضعوا جميع بيضاتهم في سلة الأسد.
وفي السياق ذاته، نشر موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية مقالاً لأحد كتابه يشير إلى أن تصوير فلاديمر بوتين كأنه المنقذ والرهان على روسيا في الشرق الأوسط، هو خطأ واضح وأساسي، وأنه يسبب خسائر فادحة لهم.
وأضاف محمد علي دستمالي في مقاله «التدخل الروسي يضر المصالح الاسترتتيجية الإيرانية في سوريا، حتى ولو افترضنا إننا استطعنا التوصل إلى علاقات استراتيجية مع موسكو في الأفضل الحالات التي يمكن نتصورها».
وانتقد كاتب الموقع المقرب من الخارجية الإيرانية بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين الذين يراهنون على الدور الروسي، وأضافأن هذه الرؤية ستسبب خسائر فادحة للنظام الإيراني.
وشكك محمد علي دستمالي في نوايا روسيا وقدرتها للقضاء على الإرهاب في سوريا، وكتب أن موسكو تنسق مع إسرائيل بشكل كامل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة على حساب إيران.
وانتقد كاتب موقع «الدبلوماسية الإيرانية» استعراض بوتين لعضلاته من خلال إطلاق صواريخ كروز من بحر قزوين، وقال إن طهر سمحت بذلك، لكن روسيا لا تزال تواصل مماطلاتها لتفادي تسليم إيران منظومة صواريخ أس 300.
وانتقد سياسة وزارة الخارجية الإيرانية لرفض جميع فصائل المعارضة السورية، وشدد على ضرورة التواصل مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، خالد خوجة، وضرورة الانفتاح على مواقف تركيا وقطر والسعودية.
واعتبر محمد علي دستمالي تهديدات الرئيس الروسي ضد تركيا والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بأنها كاذبه وفاضية.
محمد المذحجي – «القدس العربي»: