يتواصل العنف المفرط الذي بلغ منعرجاً خطيراً في محافظتي درعا والسويداء جنوب سوريا، بعد أن تطورت عمليات الخطف والخطف المضاد، التي تمتهنها عصبات مسلحة تفرض نفوذها في المحافظتين الجارتين، إلى أن نمت أساليب العنف من طلب الفدية مقابل الافراج عن الرهينة، إلى القتل والتصفية الميدانية في حال عدم الحصول على المال.
وقال الناشط الإعلامي أبو غياس الشرع من محافظة درعا في اتصال مع «القدس العربي»: ان أهالي قرية المنشف، بريف السويداء الشرقي، عثروا أمس على جثة مجهولة الهوية في موقع «الحديجة» مكبلة اليدين بالجنازير، وعليها آثار تعذيب والضرب المبرح، دون ان يتمكن أحد منهم من التعرف عليها، حيث تم نقلها إلى مستشفى السويداء الوطني، لإجراء الفحوصات اللازمة، ثم تبين أن الجثة التي عثر عليها، تعود للشاب «موسى حسين سليم السكري» الذي يتحدر من قرية الكرك الشرقي في ريف درعا، والذي اختفى أثره في ريف السويداء.
وأضاف المتحدث: «قتل السكري يعد تطوراً مخيفاً لأهالي المنطقتين، بعد ان كان الخاطفون يطلبون الفدية مقابل اطلاق سراح المحتجز لديهم، ثم يقوم ذوو المحتجز بخطف مجموعة للمقايضة عليها، دون دفع المال، أما الآن فإن الخاطفين قاموا بتعذيب الرهينة وقتلها بدم بارد، في خطوة جديدة تهدف إلى دب الرعب في قلوب المدنيين، ودفعهم نحو دفع المبلغ المطلوب بأي طريقة كانت».
وذكر مصدر مقرب من السكري ان الشاب اختطف أثناء ساعات وجوده في عمله ضمن أحد مطاعم السويداء الأسبوع الفائت، وطالب خاطفوه بدفع بمبلغ 40 ألف دولار مقابل إطلاق سراحه، إلا ان ذوي الشاب لم يتمكنوا من جمع المبلغ أو اختطاف أحد للمبادلة عليه كما جرت العادة، مما دفع خاطفيه إلى تعذيبه والتنكيل به وقتله، ثم رميه جثة في البساتين، كرسالة مرعبة إلى الأهالي.
وأضاف المتحدث الإعلامي ان الخطف الذي تمارسه مافيات السويداء ودرعا، والتي تتعاون فيما بينها، عبر اتفاق مسبق لتقاسم الأرباح، هو خطف عشوائي، لا يفرق بين غني وفقير، أو شاب وكهل، بينهم طلاب جامعيون، حيث سجلت المحافظة عشرات المخطوفين، ممن تم الافراج عنهم، او ممن بقي مصيرهم مجهولاً إلى الآن، حيث وجه أهالي درعا الكثير من المناشدات لفصائل الجيش الحر، والمحكمة الشرعية دون جدوى.
وقال الناشط الإعلامي ريان معروف من محافظة السويداء لـ «القدس العربي»، ان المحافظة تشهد عمليات خطف وجرائم بشكل يومي في ظل غياب كامل للجهات المعنية، الأمر الذي بات يثير تساؤلات عديدة لدى ابناء المحافظة عن سبب غيابها ودورها.
وأضاف «يجب على جميع العقلاء التدخل بأسرع وقت، في ظل التصعيد وارتفاع حالات الخطف، والتحريض الطائفي الذي يهدد السهل والجبل، ويولد الحقد بين الناس بفعل مقاطع التعذيب التي تنشرها المافيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل المنطقة مقبلة على تصعيد لا تحمد عقباه».
القدس العربي – هبة محمد