التسلل عبر الحدود من السودان أصبح بديلا من صعوبة الحصول على تأشيرات لدخول القاهرة
واعتبر أحمد أن «أوضاع السوريين في مصر في نعمة مقارنة بأحوالهم في بلاد أخرى، وبعضهم يحقق أرباحا كبيرة، ويحصلون على رواتب تفوق بعض المصريين، ولذلك أصبحت بعض المحلات السورية تفضل توظيف مصريين لتزيد من الأرباح».
وأضاف «يوجد قرب جامع الحصري الشهير في مدينة السادس من اكتوبر، مطعم سوري يصل حجم مبيعاته يوميا إلى أكثر من مائة ألف فروج، وأغلب الزبائن من المصريين» ولكنه يقول بنبرة لا يخلو منها الأسى «ورغم أي نجاح للسوريين لا يوجد مثل بلدنا».
ولا تتوفر إحصائيات رسمية حول العدد الكلي للاجئين السوريين في مصر حاليا، وإن كان ثمة اتفاق على أنهم يبلغون أكثر من نصف مليون شخص، وهذا أقل من رقم المليون الذي كان بلغه قبل نحو ثلاثة أعوام. أما الرقم الرسمي للمسجلين لدى مفوضية اللاجئين فيبلغ نحو 141 ألفا، وأغلب هؤلاء يتقاضون مساعدات مالية تتراوح بين أربعمائة وألف وأربعمائة جنيه مصري (الدولار يساوي نحو تسعة جنيهات رسميا).
ويفسر البعض رفض كثيرين تسجيل أسمائهم في المفوضية وحمل الورقة الصفراء التي تضمن لهم الإقامة الشرعية في مصر، بأنهم لا يريدون أن يعرف النظام بمكان وجودهم، خاصة أنهم قد يضطرون إلى العودة إلى سوريا في المستقبل.
وحسب تصريحات للحكومة المصرية، فإنها فتحت حرية العمل أمام السوريين، وتتعامل معهم مثل المصريين في الحصول على التعليم والعلاج، ولكن كثيرين يشكون من صعوبة دخول اللاجئين إلى مصر ما دفع البعض الى التسلل عبر الحدود السودانية للوصول إلى أسوان في الجنوب باستخدام مهربين يحصلون على أربعمائة دولار من الشخص الواحد، وهو ما فعله شاب سوري فضل عدم ذكر اسمه. وقال «الدخول الرسمي أصبح بالغ الصعوبة بعد أن كانت التأشيرات غير مطلوبة لدخول السوريين إلى مصر لسنوات طويلة، وحتى الذين يحصلون على إقامة لا يسمح لهم بالعودة للدخول إذا كانت فترة إقامتهم في مصر أصبحت أقل من ستة شهور».
وأشار إلى أنه «رغم توافر فرص للعمل، يفضل كثير من الشباب المغادرة إلى أوروبا عبر الهجرة غير الشرعية من السواحل المصرية والليبية مع صعوبتها وتكاليفها الباهظة، ولا يرون مستقبلهم في المطاعم أو المحلات هنا».
وتعددت المصاعب أمام اللاجئين السوريين في مصر حول الهجرة إلى اوروبا، بعد إغلاق الحدود المصرية الليبية خوفا من تسلل الإرهابيين، وفشل المفوضية التابعة للأمم المتحدة في توفير حق اللجوء في الخارج للسوريين، وبعضهم ينتظر منذ سنوات. وحسب بيان رسمي للمفوضية فإنها نجحت في منح حق اللجوء الى 39 سوريا فقط الى كندا في شهر شباط/فبراير الماضي، وهي مجرد مجموعة أولى فقط من ستمائة سوري نصفهم تقريبا من الأطفال ما زالوا ينتظرون اللحاق بالآخرين.
ويشكو كثيرون من أن المفوضية منعت عنهم بعض المساعدات الطبية والغذائية والمالية، وهو ما دفع البعض إلى التوجه إلى دول عربية وإسلامية لا تحتاج إلى تأشيرات مثل ليبيا والأردن وتركيا وماليزيا والسودان.
وبالنسبة لكثيرين من السوريين فإنه رغم النجاح الاقتصادي وسط أجواء من التعايش والترحيب من المصريين رغم أجواء الأزمة المالية التي تعيشها مصر، إلا أنهم لا يرون بديلا في النهاية من العودة الى الوطن، مهما طال الانتظار.
محمد علي عفيفي – القدس العربي