لم يمض 15 يوماً على اغتيال أحد قادة «حزب الله» اللبناني سمير القنطار بغارة على مبنى سكني في بلدة جرمانا في ريف دمشق، حتى قام الحزب بالرد بناء على توعّد الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله إسرائيل بالرد في المكان والزمان وبالطريقة المناسبة.
وجاء الرد من خلال عملية نوعية أعاد فيها الحزب تثبيت معادلة الردع بعد مرور 11 شهراً على تنفيذه هجوماً مماثلاً رداً على الاعتداء الإسرائيلي في القنيطرة في كانون الثاني/ يناير من العام الفائت.
وصدر عن «حزب الله» البيان الآتي «عند الساعة 3:10 من بعد ظهر الاثنين الواقع في 4-1-2016 قامت مجموعة الشهيد القائد سمير القنطار في المقاومة الإسلامية بتفجير عبوة ناسفة كبيرة على طريق زبدين – كفرا في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بدورية إسرائيلية مؤللة مما أدى إلى تدمير آلية من نوع هامر وإصابة من بداخلها». ونقل عن مصادر في الحزب أن «الآليات التي استهدفتها المقاومة كانت تقل ضابطاً إسرائيلياً كبيراً».
وعلى الفور ردّت قوات الاحتلال الإسرائيلية على العملية بأكثر من 40 قذيفة من عيار 155 ملم طالت أطراف الوزاني، المجيدية، مزرعة شانوح وتلال كفرشوبا في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي والمروحي. ونفى مصدر في الجيش اللبناني وقوع إصابات جراء القصف الإسرائيلي.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن «عبوة ناسفة شديدة الوزن استهدفت آليتيْن عسكريتيْن في منطقة جبل دوف المحاذية لجنوب لبنان». ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي رد بنيران مدفعية باتجاه أهداف قريبة في الجنوب اللبناني. وأكد أن «لا صحة للمعلومات عن إطلاق صواريخ مضادة للدروع أو خطف جنود».
ويأتي رد الحزب ليؤكد ما ذهب اليه معلّقون حربيون على أنّ انشغاله بالحرب في سوريا لا يعني أبداً أنّه غير مستعدّ لحرب جديدة ضدّ إسرائيل. وأفاد هؤلاء أن تل أبيب لا تُلغي من حساباتها إمكانَ اندلاع حرب جديدة مع لبنان.
ولكن ثمة من يخشى في الداخل اللبناني من أن يكون رد «حزب الله» الذي يهدف الى تثبيت معادلة الردع يحمل معه مخاطر تهدّد «ستاتيكو» الاستقرار الذي كان سائداً منذ عام 2006 في الجنوب اللبناني وتضع لبنان أمام واقع تصاعد التوتر في لحظة إقليمية شديدة الدقة والانفجار.
القدس العربي