لم تعرف مدينة اللاذقية الساحلية عاصمة الأسد الساحلية أي وهن في القبضة الأمنية المفروضة من قبل مخابرات النظام السوري وقيادات الصف الأول لما يعرف منذ ما قبل الثورة السورية بـ «شبيحة اللاذقية»، إذ إن موالي النظام السوري وخاصة الفقراء منهم يخضعون لقوانين صارمة تطال حتى مصادر رزقهم، فيما تغيب هذه الرقابة والقوانين الضاغطة مع ارتفاع سقف الطبقة المستهدفة لتصبح معدومة مع أقرباء عائلة الأسد والعائلات المقربة منه.
مصادر إعلامية موالية للنظام السوري «غير رسمية» أكدت مصادرة محتويات العشرات من الأكشاك من جهات رسمية تابعة للنظام يوم أمس بما فيها من مواد غذائية وخضار ومعلبات والتي تتبع لموالين للنظام السوري والمتحدرين من «الطبقة الفقيرة أو غير المدعومة» والتي تعتبر أيضاً مصادر للرزق بالنسبة لعشرات العائلات الموالية والتي قضى أبناؤها ضمن قوات النظام السوري أو الميليشيات الرديفة له.
منوهة إلى إن الحملة المنفذة من قبل حكومة الأسد لم تكتف بمصادرة البضائع وجعل الموالين بلا عمل، بل عملت على تهديم أعداد كبيرة من هذه الأكشاك داخل المناطق الحيوية في اللاذقية المدينة وضواحيها بسبب مخالفتهم لقوانين العمل المعمول بها من قبل حكومة دمشق، لتجعلهم بدون مصدر رزق أو دخل.
وأشارت المصادر الموالية، إلى أن قوانين النظام السوري لم تطل سوى الفئات الفقيرة من الموالين للأسد دون سواهم من المحسوبين على من وصفتهم بـ «تجار الأزمة وأبناء المسؤولين» الذي يستثمرون العشرات من الأكشاك في ذات المناطق التي تمت فيها مصادرة محتويات وتدمير أكشاك لأصحاب الطبقات الفقيرة.
محافظة اللاذقية بحسب ما أكد الموالون هي الجهة الحكومية التي أشرفت على أعمال مصادرة وتهديم أكشاك الطبقة الفقيرة في المدينة، فيما اتهمها عشرات الموالين للأسد من خلال التعليقات بالتمييز ما بين موالٍ للأسد فقير وما بين موالٍ للأسد مدعوم وصاحب نفوذ.
فيما توجه عدد من الموالين للنظام السوري بعشرات الأسئلة إلى الجهة المنفذة لأعمال المصادرة والهدم حيال إغفالها بقية التجاوزات التي يقوم أبناء المسؤولين الأمنيين والعسكريين رغم أن تجاوزاتهم تفوق أضعاف الموالين الفقراء وذوي عائلات قتلى النظام من الطبقة الفقيرة، متهمين تلك الجهة بـ «الفساد والرشوة والقافزين على القانون»، على حد وصفهم.
بدوره، تحدث الناشط الإعلامي المعارض عدي حسن أن اللاذقية محكومة بقبضة أمنية شديدة من قبل أمنيين وموالين للنظام السوري، وخاصة من عائلات «الأسد وخير وبك، ومحلا» وغيرهم، وتعد سلطتهم الأقوى في المدينة، فيما تسخر حكومة دمشق لهم كل الاحتياجات والتسهيلات، إضافة لصلاحيتهم التي لا يحدها قانون أو نظام.
وقال لـ «القدس العربي « خلال اتصال خاص معه: هذه العائلات وعائلات أخرى هي المسؤولة عن تشكيلات ميليشيات الدفاع الوطني وغيره، كما أنها تسيطر على أهم المحال التجارية ومحطات المحروقات وتعتبر من أكثر العائلات الموالية للأسد امتلاكاً لرؤوس الأموال.
الأمر الذي قسم مدينة اللاذقية بحسب الناشط الإعلامي إلى طبقتين، إحداهما هي الحاكمة وأصحاب المال والقرار، والثانية هي الفقيرة، بدون وجود واضح للطبقات الوسطى في عموم الساحل وليس في اللاذقية فحسب، على حد وصفه.
القبضة الأمنية الشديدة التي تلقاها مدينة اللاذقية على يد المخابرات السورية والقوة العسكرية والميلشيات الموالية تنبع على اعتبار المدينة من أهم المدن السورية بالنسبة للنظام السوري ورئيسه على وجه الخصوص، فهي لا تقل أهمية عن العاصمة السياسية أو العاصمة الصناعة لسورية، وتنبع أهميتها من أنها شريان حكم الأسدين ومسقط رأسيهما، وربما تكون عاصمة الدويلة العلوية في حال نجح الأسد في تقسيم البلاد إلى كيانات مستقلة.
سلامي محمد – القدس العربي