«القدس العربي»: بعد أن خسرت الجبهة الشرقية لدمشق كلاً من حي تشرين والقابون وبرزة عقب فرض التهجير القسري على كتائب الثوار والأهالي الرافضين للتسوية مع النظام السوري، إثر قصف عنيف من قبل قوات النطام السوري وحليفه الروسي الشرس، تتجه روسيا اليوم باتجاه حي جوبر الدمشقي، في معركة مرتقبة، لفصله عن باقي الغوطة الشرقية، وليبقى مئات المدنيين المحاصرين في الحي ينتظرون مصيرهم في التهجير القسري عن أرضهم.
ونشرت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية رداً على رسالة وصلتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفها معارضون بـ «الوهمية» بأن «مدينة جوبر المذكورة في الرسالة تعتبر من أعقد المناطق في سوريا تحصيناً وقوة هندسية عسكرية، يتمتع مقاتلوها بوعي عسكري جعل منها أسطورة بالنسبة للقوات المناهضة للحكم». وأضافت القاعدة العسكرية «نعتقد أن مدينة جوبر ستكون من بين الخيارات المتاحة للقوات الحكومية في المعركة المقبلة ضد تنظيم جبهة النصرة الإرهابية»، حسب وصفها.
الرسالة الموجهة إلى قاعدة حميميم حضت القيادة العسكرية الروسية على قصف الحي بالقنابل الفراغية والأسلحة الروسية، وجاء فيها «تم تحرير مناطق شرق دمشق القابون وبرزة، وحي تشرين المحصنة جداً، بفضل الضربات الجوية الروسية، وبقي منطقة واحدة هي جوبر، وجوبر منطقة صغيرة ومحصنة تحتاج للقصف بالقنابل الروسية والقنابل الفراغية، نرجو المساعدة في تحرير هذه المنطقة لتأمين العاصمة من الهجمات بالهاونات».
وفي لقاء لـ «القدس العربي» مع العقيد والمحلل السياسي محمد العطار قال «هكذا جرت العادة عندما يريد القوي الاستشراس بالهجوم على من أقل منه قوة، يضخمه إعلامياً ويصفه بما ليس فيه، فموسكو أضافت وجود جبهة النصرة في جوبر بغاية أخذ الشرعية بالهجوم على الحي».
وتخوف المتحدث السياسي من «جرائم ضد الإنسانية قد تركتبها القوات المهاجمة، موسكو بمساندة قوات النظام السوري، بحق الدمشقيين المحاصرين في حي جوبر، لإجبارهم على التهجير القسري من منطقهم، بعد قتل ما يمكن قتله من الثوار والأهالي فقال: موسكو الدولة الثانية في العالم تتحدث عن قوة حي جوبر وقدراته العسكرية الهائلة وتحصيناته المتينة وقدرات مقاتليهم وتجهيزاتهم الهندسية العسكرية الشديدة التحصين، فموسكو تضخم جوبر لأنها تعد لها هجوماً شرساً، بقوات غير قابلة للمقارنة مع قوات جوبر المدافعة، حيث أن جوبر لا تحوي الا مقاتليها مع أسلحتهم الفردية بينما يمتلك الروس وربيبهم النظام ما هو أشد وأعتى بمئات المرات، حيث الطيران والدبابات والكاسحات، روسيا والنظام سوف يرتكبان جرائم حرب اذا قاما بهجوم على جوبر لتركيعها وفرض التهجير عليها».
وفي حي جوبر قرابة 300 عائلة محاصرة، وأكثر من 500 عائلة في منطقة جوابرة الواقعة بين حي جوبر ومنطقة الغوطة الشرقية.
وكانت كتائب المعارضة المسلحة في حي جوبر، قد شنت أواخر شهر آذار/مارس الفائت معركة شرسة استهدفت خلالها مناطق استراتيجية في العاصمة دمشق، مستغلة عنصر المفاجأة للنظام السوري والرأي العام المحلي والدولي، مع كسر وتيرة العمل العسكري المألوف لأكثر من سنة ونصف السنة ضمن الحزام المحيط بالمدينة، حيث نجحت «أحرار الشام» و»هيئة تحرير الشام» و«فيلق الشام» في رصد الجبهة التي اختار لها النظام أكبر قوة عنده واستنفر فيها كل قدراته وغالب طاقاته، ثم عجزت كل من قوات الفرقة العسكرية الرابعة التي يقودها العميد ماهر شقيق بشار الأسد في صد الهجوم، وقوات الحرس الجمهوري في رأب الصدع، مما أدى إلى دخول مباشر من قبل الميليشيات الطائفية العراقية إلى حلبة المعارك، وفي المقابل نجح مقاتلو المعارضة السورية المسلحة بالوصول إلى ساحة العباسيين وشارع فارس الخوري، وشارع العدوي، وبعض الكتل المحيطة بهم، التي تعتبر نقاطاً عسكرية هامة تخضع للسيطرة المباشرة من قبل ميليشيات حزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس العراقي، و»حركة النجباء» التابعة لـ «الحشد الشعبي» العراقي بالإضافة إلى ميليشيا لواء «الإمام الحسين» العراقي، فضلاً عن قوات النظام السوري.