ما زالت تتكشف يوما بعد يوم ملامح فضائح رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، حيث أشارت مصادر إسرائيلية مطلعة لتفاصيل التحقيقات في الشبهات المنسبوبة اليهما. وحسب هذه التسريبات من غرفة التحقيق فإن الملياردير اليهودي أرنون ميلتشين لم يكن سخيا بشكل تلقائي مع عائلة نتنياهو، وإنما كانت هي التي تطلب الحصول على الهدايا الثمينة، مثل السيجار الفاخر وزجاجات الشمبانيا الوردية التي تبلغ قيمة كل منها 100 دولار.
ونقلت إذاعة الجيش عن مطلعين على قضية الهدايا التي حصل عليها نتنياهو قولهم إن الساكنين في المقر الرسمي لرئيس الحكومة دأبوا على استخدام مصطلحات معينة بدلا من الاستخدام المباشر في طلباتهم الهدايا التي يعتبرها معلقون وخبراء قانونيون كثر أنها ليست سوى رشوة. وبحسب صحيفة «هآرتس» فقد تم استخدام كلمة «ورديات» عندما كانت عائلة نتنياهو تطلب تزويدها بزجاجات الشمبانيا الوردية التي كان يزودها بها ميلتشين. واستخدم مصطلح «أوراق شجر» في إشارة إلى صندوق السيجار الذي كان يرسله ميلتشين تباعا كل أسبوعين إلى نتنياهو. وأضافت أن شهادة ميلتشين كانت نقطة تحول في القضية التي أطلق عليها « القضية 1000»، إلى جانب المقاصات وتفاصيل بطاقات الاعتماد التي ضبطها المحققون، التي تشير إلى المشتريات التي كانت تتم من أجل رئيس الحكومة وأبناء عائلته.
ولفتت إلى أن معلومات استخبارية تراكمت لدى الشرطة الإسرائيلية كانت قد أشارت إلى نهج بموجبه كان يطلب من أصحاب رؤوس الأموال شراء منتجات ثمينة لنتنياهو.
وإلى جانب التحقيق مع ميلتشين، فقد جرى التحقيق مع عدد من عماله في إسرائيل، والذين كان لهم دور في تنفيذ المشتريات ونقل الهدايا إلى نتنياهو. وأضافت الصحيفة أن معلومات وصلتها تشير إلى أن ميلتشين ادعى أنه في غالبية الحالات لم يظهر سخاء تلقائيا، وإنما كان نتنياهو وزوجته سارة هما اللذان يطلبان منه الهدايا، التي تقدر قيمتها بمئات آلاف الشواقل. ونقل عن مقرب من ميلتشين قوله إن الأخير وجد صعوبة في رفض طلبات نتنياهو، لكونه كان يرغب في البقاء قرب مواقع اتخاذ القرارات.
يشار الى إن علاقات نتنياهو مع ميلتشين ظهرت في عناوين وسائل الإعلام بعد انتخابات الكنيست الأخيرة 2015، حيث عرض كوسيط بين نتنياهو ورئيس المعارضة و»المعسكر الصهيوني» يتسحاك هرتسوغ لتشكيل حكومة وحدة. وفي آب/ أغسطس من عام 2015 زار نتنياهو بيت ميلتشين في هرتسليا 4 مرات خلال أسابيع معدودة، كان هرتسوغ موجودا في إحدى هذه الزيارات.
كما أكدت «هآرتس»، أن ميلتشين وشريكه جيمس باكر حاولا تجنيد رئيس المخابرات الخارجية “الموساد” يوسي كوهين كشريك في شركة حماية إلكترونية، بينما كان الأخير رئيسا للهيئة للأمن القومي. وتفحص النيابة العلاقة بين كوهين وباكر، وذلك في أعقاب أنباء عن تلقي كوهين تذاكر غالية الكلفة لحضور حفل ومكوث في فندق.
القدس العربي