يبدو أن وقف إطلاق النار في سوريا بات بحكم المنهار على الأرض، تباعاً تدخل تنظيمات جديدة في خانة كسر الهدنة المتفق عليها دولياً. جبهة ريف حلب الجنوبي هي العنوان الجغرافي الأبرز والأوضح لبدء انهيار تلك الهدنة التي صمدت أسابيع طويلة.
لم يعد يوسع الروس الاكتفاء بدورٍ إحصائي يؤدونه من قاعدة حميميم العسكرية للخروقات التي تصدر عن التنظيمات المنضوية فعلياً أو شكلياً في هدنة وقف إطلاق النار، شعر الروس أن التطور الذي حصل عبر الهجوم على تلة العيش وبلدتها خطير للغاية ولابد من الرد عليه وبقوة. أُحرج الروس أمام الحليف السوري والصديق الإيراني على حد سواء. غاب الدعم الجوي الروسي عندما حصل الهجوم الكبير جبهة النصرة وجيش الفتح على تلة العيس، سقطت التلة والبلدة وخسر الإيرانيون وحزب الله أعداداً غير قليلة ما بين جرحى وضحايا.
في هذه الأثناء تؤكد المصادر الميدانية لـ «القدس العربي» أن الإيرانيين أرسلوا إلى جبهة ريف حلب الجنوبي تعزيزات قتالية كبيرة بشرية ولوجستية، وصلت التعزيزات تباعاً من طهران وما تزال تصل إلى حلب. الإيرانيون سيرفعون مستوى اشتباكهم مع التنظيمات المسلحة بريف حلب الجنوبي إلى أقصى درجة ممكنة، بعض الأنباء تتحدث عن مهلة جرى تحديدها لاستعادة تلة العيس ومعها البلدة خلال أسبوع، التلة استراتيجية ومرتفعة ولا بد من استعادتها شاء مَن شاء وأبى مَن أبى.. هكذا هو القرار الإيراني.
تلقفت موسكو النية الإيرانية فانخرطت على الفور بغارات قاذفاتها التي انطلقت نحو ريف حلب الجنوبي دعماً للإيرانيين وحزب الله والجيش السوري. الغارات يمكن زيادتها وتكثيفها لاحقاً مع احتدام المعارك أو مع انطلاق ساعة الصفر التي ستكون بالتزامن مع استكمال إيران تعزيزاتها إلى تلك الجبهة.
القدس العربي