قال مصدر قريب من الهيئة العليا للمفاوضات، أمس الخميس، إن كل أعضاء وفد المعارضة السورية الذي يدعمه الغرب في محادثات السلام سيغادرون جنيف بحلول اليوم الجمعة.
وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم نشر اسمه أيضا، إن الوفد تلقى تعليمات من المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب بمغادرة المحادثات بحلول الجمعة.
وأضاف «أشعر بالأسى وأعتقد أن هذا خطأ… سيكون من الصعب للغاية إيجاد حجة لعودتهم في ضوء الوضع على الأرض ويعلم النظام الآن أن القصف سيضمن استمرار بقائهم بعيدا». وقال الدبلوماسي إن جهودا لا تزال تبذل لإقناع المسؤولين بالبقاء في جنيف لكن هذا يبدو مستبعدا.
و قال محمد علوش مفاوض المعارضة السورية، الذي يمثل جماعة «جيش الإسلام» المعارضة، أمس الخميس، إنه لا يمكن استئناف محادثات السلام في جنيف إذا لم توقف الحكومة «المذابح» وتطلق سراح آلاف السجناء.
وقبل أن يغادر محادثات جنيف قال علوش موجها حديثه لمفاوض الحكومة بشار الجعفري إنه إذا كان يريد حكومة وحدة وطنية حقيقية فعليه أولا إطلاق سراح عشرة آلاف سيدة في السجون وعشرات الألوف من السجناء.
وأضاف أنه يتعين عليه كذلك وقف «المذابح» التي ترتكب كل يوم وبعد ذلك ربما يمكن استئناف المحادثات.
وبرز اتجاه لإقناع المعارضة السورية بوجوب عدم الانسحاب من المفاوضات لأن البديل جاهز من المعارضات اللينة تجاه النظام، والتي أعربت عن استعدادها للدخول فيما يطرحه النظام من حكومة وطنية، خاصة أن الرؤية الامريكية للمرحلة الانتقالية تصر على عدم إلغاء الحكومة السورية والحفاظ على القوى الأمنية.
وردت الخارجية الأمريكية على دعوة وفد النظام السوري في جنيف إلى تأييد انسحاب وفد المعارضة السورية حتى يتم تشكيل حكومة وطنية تشمل المعارضة الأخرى والنظام بالقول «إننا ما زلنا ملتزمين بثبات باستخدام عملية جنيف لتعريف الحكومة الانتقالية وتحديد شكلها».
وأضاف جون كيربي الناطق باسم الخارجية الامريكية أنه «كما حدد دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة أن هذه الجولة للمفاوضات هي حول عملية الانتقال السياسي وشكل الحكم الانتقالي ويجب أن يتفق الطرفان حولها ولا يمكن فرضها من قبل أي فريق قبل بدء المباحثات».
وشرح كيربي «في أي عملية انتقالية لا بد من إبقاء بعض مؤسسات الحكومة السورية للحفاظ على الاستقرار في البلاد، وعملية الانتقال عملية صعبة وقد تكون غير مضمونة، ويمكن أن تؤدي إلى نتائج غير متوقعة، ويجب الابقاء على القوى الأمنية بطريقة ما وهذا لا يعني ان تبقى تحت قيادة بعض الأفراد، أي لا نمزق جذور الحكومة أثناء المرحلة الانتقالية، وأي دور للاسد يجب أن يقرره الطرفان في المفاوضات، ولكن الأسد لا يمكن أن يبقى لأمد بعيد ولا مكان له في مستقبل سوريا، ولهذا لا بد من إجراء انتخابات يشترك بها المهجرون الذين هربوا من سوريا وهم لا يمكن ان يصوتوا إلا ضد الأسد، ولقد تعلمنا من درس العراق أي لا يمكن إلغاء الحكومة وفقط يمكن تغيير المناصب في وزارة الداخلية والدفاع او المؤسسات الأمنية او حتى وزارة الكهرباء والمياه والزراعة، ونريد من الطرفين المعارضين أن يقررا وليس أعضاء المجموعة الدولية لدعم سوريا». الجدير بالذكر أن الروس وإيران يؤيدان طرح النظام لحكومة الوحدة الوطنية في سوريا.
جاء ذلك فيما سلم 50 عنصرا من قوات النظام السوري أنفسهم للمقاتلين الأكراد في مدينة القامشلي في شمال شرق سوريا إثر تجدد المعارك العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي، وفق ما أفاد مصدر.
وأسفرت الاشتباكات المستمرة، وهي الأعنف بين قوات النظام وقوات الأمن الكردية (الأساييش)، منذ الأربعاء عن مقتل 16 شخصا بينهم مدنيان، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مصدر أمني «منحت الأساييش قوات النظام السوري حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا لتسليم أنفسهم في سجن علايا، وحين انتهت المهلة، اقتحمت السجن حيث دارت اشتباكات عنيفة».
وأضاف ان «50 عنصرا من قوات النظام سلموا أنفسهم للأساييش التي تمكنت من السيطرة على السجن».
وأكد المرصد السوري سيطرة قوات الأساييش على السجن، وتسليم «العشرات من قوات النظام أنفسهم». واندلعت الأربعاء معارك بين الأساييش وقوات النظام السوري إثر إشكال عند حاجز في المدينة.
القدس العربي – وكالات