أعلنت منظمات حقوقية وهيئات سياسية محلية عن إطلاق مبادرة إنسانية تطالب فيها بهدنة إنسانية لمدة ثلاثة ايام في مدينة منبج بريف حلب الشرقي، الأمر الذي رفضته قوات سوريا الديمقراطية.
جاء ذلك وسط استمرار الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، التي تشكل قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني القوة المهيمنة فيها، حيث يقول ناشطون إن استمرار الهجمات على المدينة يعرقل عمليات انتشال الجثث من الشوارع العامة، والتي قضى أصحابها نتيجة غارات طائرات التحالف الدولي على المدينة وريفها خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت الرابطة السورية لحقوق الإنسان إنها بالتنسيق مع الهيئة السياسية في مدينة منبج وريفها، أطلقت مبادرة إنسانية طالبت فيها جميع الأطراف بإعلان هدنة لمدة 72 ساعة، ليتمكن الأهالي من دفن ضحاياهم، وفتح ممرات آمنة لإخراج الجرحى بسبب إغلاق المراكز الطبية بعد فقدان الأدوية في المدينة.
وفي تصريح خاص قال أبو المجد وهو قائد في مجلس منبج العسكري المشارك في تحالف قوات سوريا الديمقراطية: إن تطبيق مثل هذه الهدنة لا يمكن في ظل عدم وجود أي جهة ضامنة لها في المدينة، إضافة لعدم التمكن من عقد صفقة مع تنظيم الدولة حول خروج المدنيين من منبج.
وأضاف: إن قوات «مجلس منبج العسكري» ما زالت تتقدم باتجاه تحقيق أهدافها للسيطرة على كامل مدينة منبج ، وتحرير المدينة سينتهي خلال الفترة القليلة المقبلة، وتأخر السيطرة على كامل المدنية جاء بسبب لجوء التنظيم إلى تفخيخ منازل ومؤسسات المدينة بالكامل.
ويقول عضو المكتب الإعلامي في المعهد السوري للعدالة أحمد المحمد لـ «القدس العربي»: إن تواصل المعارك بين تنظيم «الدولة» وقوات سوريا الديمقراطية داخل أحياء منبج، وعدم وجود ممرات آمنة للمدنيين، جعلت هؤلاء المدنيين المحاصرين في منبج ضحية للصراع المستمر عليها منذ مطلع الشهر الماضي. وأضاف: أن المدنية تشهد حالة فقدان للكثير من المواد الغذائية الأساسية، مع استمرار الحصار المفروض عليها منذ ما يقارب الشهرين، وتوقف الأفران عن العمل، فضلاً عن الانقطاع المستمر للمياه والكهرباء، مشيرا إلى وجود عشرات الجثث المنتشرة في شوارع المدينة، حيث لا يستطيع الأهالي سحبها أو دفنها بسبب القصف الكثيف لمقاتلات التحالف الدولي بالإضافة إلى استهدافهم من قبل قناصة «قوات سوريا الديمقراطية».
وأكد المحمد مقتل 125 مدنياً في غارات للتحالف الدولـي فجـر الثلاثاء استهدفت قرية توخار بريف منبـج، ليرتفع مجموع إعداد الضحايا منذ بدء الحملة العسـكرية على المـدينة وريفـها إلى أكـثر من 400 مـدني.
يذكر أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أعلنت في شهر حزيران/يونيو الماضي، توثيق مقتل 94 مدنياً، بينهم 30 طفلاً، و11 امرأة في منبج وريفها ، بين 28 أيار/مايو الماضي و25 حزيران/يونيو الماضي، نتيجة لهجوم «قوات سوريا الديمقراطية»، وحصارها للمدينة، وعمليات القصف لقوات التحالف الدولي عليها.
«القدس العربي»