دمشق – «القدس العربي»: قال المتحدث العسكري باسم «حركة النجباء» العراقية الممولة من قبل حكومة طهران، والتابعة لهيئة الحشد الشعبي بقيادة أكرم الكعبي في بيان لها خلال احتفال أقامته الحركة في محافظة البصرة إن: الحرب التي خاضتها النجباء في سوريا لم تكن نزهة، وأنها لن تخرج من الأراضي السورية إلا بخروج آخر «إرهابي» في إشارة إلى إخراج مقاتلي المعارضة ممن يتم تهجيرهم وفق مخطط إيراني للوصول إلى سوريا المبتغاة.
وجاء تصريح المتحدث باسم «حركة النجباء» هاشم الموسوي يوم الاثنين، خلال احتفال بمناسبة وصول أسرى الحركة الذين تم تحريرهم قبل أيام في عملية تبادل بين «النجباء العراقية»، و»ألوية صقور الشام» من المعارضة السورية المسلحة، إلى الأراضي العراقية وهما زين العابدي، وكرار.
كما صرح الموسوي، أن الحركة لم تقاتل لأجل مكاسب سياسية أو دينية، إنما قاتلت لأجل الإنسانية، في حديثه «لم نقاتل من أجل أهداف سياسية بل قاتلنا من أجل الإنسان».
وأبدى المعارض السوري والمحلل السياسي محمد بلال في تصريح خاص لـ «القدس العربي»، استغرابه من تصريح الموسوي الذي وصفه بـ «المراوغ»، متسائلاً «أين الإنسانية في مجزرة حلب ومجزرة القصير؟ وأين الإنسانية في مجارز القلمون ووادي بردى المستمرة؟ لقد صنعوا الإرهاب في سوريا، وجمعوا إرهابي العالم على الأرض السورية، ويصرون على أن لا يخرجوا من سوريا الا بخروج آخر إرهابي، فمن هم الإرهابيون».
وأردف بلال، «ألم يلاحظ الموسوي وأسياده بأن إيران تمثل الإرهاب الدولي في العالم، وأن إيران تمارس الإرهاب في سوريا؟، إرهاب الدولة ضد شعب أعزل، لقد تذرعوا بالمراقد والقبور، وقتلوا الشعب بهذه الحجة، فأين القبور في حلب، وتدمر والقصير، ودرعا؟ لقد نشروا إرهابهم على الأرض السورية، ثم أتوا يتذرعون ويتبجحون بمحاربة الإرهاب».
وكانت «حركة النجباء» قد أعلنت في الخامس من شهر كانون الثاني/ يناير من العام الحالي نجاحها في عملية تبادل الأسرى بينها وبين «ألوية صقور الشام» في الشمال السوري، وتمكنت من تحرير مقاتلين لها مقابل إفراجها عن مقاتلين لـ»جيش الفتح»، كانا قد أسرا في أواخر العام الماضي في مواجهات في ريف حلب الجنوبي.
وكان رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، قد صرح بوجوب خروج جميع القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية، قائلاً: «إن على كل القوات الأجنبية التي دخلت سوريا دون موافقة من الحكومة السورية مغادرة البلاد».
وتابع قوله، «نحن ندعم بقوة استقلال ووحدة الأراضي السورية وعليه فنحن ندين أي دخول للقوات الأجنبية إلى الأراضي السورية من دون موافقة الحكومة السورية لأن ذلك يتعارض مع القوانين الدولية، وأي وقف ثابت ومستمر للأعمال القتالية في سوريا يتطلب القضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين».
وأشار الكاتب والصحافي عمر محمد في اتصال مع «القدس العربي» إلى «أن الميليشيات الإيرانية وكل من يتبع لها من عراقيين ولبنانيين، قد دخلوا سوريا باستدعاء رسمي من بشار الأسد، بعد تنسيق مسبق بين حكومتي دمشق وطهران، وتصريح بروجردي يعني أنه لا خروج لمحتل دخل بإذن إيراني إلى سوريا».
وأضاف أن «تصريح بروجردي يؤكد أن الميليشيات الطائفية هي المدانة الوحيدة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار، لأن إيران بذلك ستكون أكبر الخاسرين في حال تم التوصل إلى تهدئة شاملة في سوريا، وسيحول ذلك دون تحقيق جميع أهدافها» حسب تعبيره.
القدس العربي