لا شك في أن لقاء أردوغان بالرئيس الروسي الذي حظي باهتمام بالغ، كما أن لقاء وزير خارجة إيران مؤخرا بمسؤولين أتراك إنما من أجل مناقشة مصالحهما في المنطقة، فكما هو معروف بأن للدول الثلاث مصالح مشتركة في المنطقة، وتحركهما جاء بسبب عجز الدول العربية عن حسم أي ملف رغم أن هناك مصالح متعارضة بينهما، لكن هناك مصالح مشتركة بين الدول الثلاث التي على ما يبدو نحو تشكيل حلف إيراني تركي روسي.
الكل يعلم أن للدول الثلاث أي إيران وتركيا وروسيا مصالح تجارية، فعلى سبيل المثال تقوم روسيا بتصدير سلع لتركيا تقدر بنحو 15 مليار دولار في السنة، كما أن السياح الروس يفضلون تركيا في وجهاتهم السياحية ومما لا شك فيه فإن الروس في هذه الحالة يدعمون اقتصاد تركيا ولا ننسى هنا بأن تركيا تعتبر الدولة التي تقوم بالاستيراد من إيران، أما في المجالات الإستراتيجية فنرى بأن روسيا هي المورد الأساسي للدولة الإيرانية.
فإذا ذهبنا إلى سوريا فنرى بأن موقف موسكو وطهران من الأسد في مساندتهما له رغم أن أنقرة تقوم بمناهضة الأسد ونظامه أما إذا ذهبنا إلى الملف الكردي نجد أن أنقرة وطهران منشغلتان بقضية الأكراد لكي يعيقا أي تقدم في وضع أكراد سوريا، فقضية الأكراد ربما ستجري بشأنها مقايضات مع الروس، والتلويح بقبول منطقة حكم فدرالي كردي في سوريا، مقابل مرونة تركية نسبية بشأن مستقبل نظام بشار الأسد. أما إذا ذهبنا إلى حالة العداء مع تنظيم الدولة فنجد أن الدول الثلاث أي إيران وتركيا وروسيا يشتركان في عدائهما لتنظيم لكن موسكو وطهران تريدان من تركيا موقفا أكثر حزماً ضد تنظيم الدولة، وذلك بتجفيف أي مصدر دعم للتنظيم يمر عبر الأراضي التركية.
ومما لا شك فيه أن تحالف الدول الثلاث يساهم في تشكيله ضعف سياسات الغرب في المنطقة خاصة سياسات واشنطن التي استنكفت أثناء عهد إدارة باراك أوباما، عن الإلقاء بالثقل الأمريكي في أي قضية.
وبلا شك فإن هذه الدول الثلاث ستستمر في امتلاك قدرتها من خلال تمكنها في التأثير في سياسة واشنطن على الرغم من وجود مصالح مشتركة لها مع واشنطن، بغض النظر عن وجود خلافات معها.
القدس العربي