عقد مطلع هذا الأسبوع مؤتمر تأسيسي في مدينة غازي عنتاب التركية لتجمع فلسطيني سوري، عرّفه مؤسسوه بأنه “تجمع مستقل من فلسطينيين وسوريين مؤمنين بأهداف الثورة السورية المجيدة، في التحرر من نظام الاستبداد الأسدي”.
عبّر فيه المجتمعون من سوريين وفلسطينيين عن حق الشعب السوري بالتخلص من كافة أشكال الاستبداد السلطوي والفكري، وحقه في نيل حريته وكرامته، وإعادة بناء الدولة الوطنية السورية الضامنة لحقوق مكوناتها كافة، بمن فيهم المكون الفلسطيني الذي يشكل جزءاً فاعلاً من نسيج المجتمع السوري، وشريكاً في وحدة التاريخ والكفاح والمصير” .
تحية للمبادرين، ومن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك، فالشعب الفلسطيني الذي شرب حتى الثمالة مرارة النكبة التي أحيى ذكراها الثامنة والستين قبل أيام، لا يمكنه إلا أن يكون مع الشعب السوري، الذي قُتل أبناؤه بمئات الآلاف وتشرد بملايينه في نكبة لا تقل إيلاما وكارثية عن نكبة شعب فلسطين.
من الطبيعي أن يكون كل فلسطيني حُرّ ويحترم إنسانيته ونفسه إلى جانب الشعب السوري العظيم، الذي استضاف مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين إبان نكبتهم، نعم لا بد للفلسطيني أن يكون إلى جانب الشعب السوري بمحنته في مواجهة الاستبداد، الذي أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه من دمار وخراب، وكل الشعارات الطنانة التي استخدمت وتستخدم فلسطين كشماعة علّقَ عليها النظام همجيته في التعامل مع الشعب السوري، مرفوضة سابقا ولاحقا، فمن يدّعي أن قضية فلسطين قضيته، عليه أن يدعم حق الشعب السوري أولا بالحرية، لأن قضية فلسطين هي قضية حرية وتحرير، ولا يمكن لشعوب الأمة العربية، وعلى رأسها الشعب السوري البطل، أن يدعموا شعب فلسطين والحؤول دون تحول فلسطين إلى أندلس أخرى إلا وهُم أحرار، فالشعوب الفاقدة لحريّتها لن تستطيع مد الآخرين بها، الشعوب المقموعة تنشغل في درء موبقات الأنظمة عنها، ويحوّلها الفساد والقمع إلى مخلوقات خرساء عاجزة عن التعبير، محرومة من أسباب قوتها ومنعتها! الشعوب المحرومة من الاختيار الحر لمن يحكمها بحجة “أننا لا نستحق سوى الديكتاتوريات” لا تستطيع أن تحرر مترا واحدا من أرضها المحتلة، سواء كان هذا في الجولان أو فلسطين أو غيرها.
الشعبان الفلسطيني والسوري في خندق واحد في مواجهة طغيان الاستبداد، وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، الطغيان مكمّل للاحتلال ويسهّل له احتلاله، بل ويلتقي معه في المصالح، ويمنحه ذرائع لمزيد من القمع، فجرائم الاستبداد تستخدم ذريعة لدى الاحتلال لمزيد من القمع، وتصبح غطاءً يحجب جرائمه ويقزّمها.
لقد عبر مثقفون سوريون كثيرون قبل الثورة السورية وخلالها عن معاناة الشعب السوري في ظل نظام القمع والفساد، ولكن أحدا لم يتخيل أن تبلغ الوحشية إلى هذا الحد لأجل التمسك بالسّلطة. من حق الشعب السوري أن يعتب على مثقفين وقيادات سياسية من الفلسطينيين خصوصا، ومن العرب عموما، الذين ما زالت على أعينهم غشاوة، تلك الغشاوة التي يسمّونها “خطر الجماعات الإرهابية!” وكأن وجود جماعات إرهابية يبرر الإرهاب الأكبر الذي مارسه ويمارسه النظام ضد شعبه، فاستباح دماءه ودعا إيران وحزب الله وروسيا وأمريكا وغيرها للخوض في دماء السوريين وتشريدهم بادعاء محاربة الإرهاب! علما بأننا لا ننكر وجود جماعات إرهابية، ولكن هذه بالذات، أتت ودخلت ودُعمت من عدة أطراف جمعها الخوف من الثورات العربية، ولتبرير ذبح ثورة الشعب السوري لأن نصرها يعني أن تفرط مسبحة الأنظمة كلها.
هناك تبريرات تقول”هل الأنظمة العربية الأخرى أفضل”! وهذه تبريرات غير مقبولة، وجود أنظمة سيئة في دول وممالك العرب الأخرى، لا يعني القبول بقمع وذبح شعب ثار لأجل حريته! وعندما تثور الشعوب الأخرى لأجل حريتها وانعتاقها في أي بقعة من الوطن العربي، فالمفروض دعمها والوقوف إلى جانبها، مثلما فرحت الشعوب العربية في بداية الثورات، وعلّقت آمالا كبيرة على مستقبل أفضل وأجمل. لشعوب أمتنا العربية مصلحة مشتركة في مواجهة الصهيونية من ناحية، فهي خطر على الجميع، ويخطئ من يظن أنه بمنأى وأمان منها حتى لو كان حليفا لها وخدمها وخدمته سرا أو علانية، وكذلك خطر إيران التي لها طموحات توسعية باتت واضحة، وكذلك في مواجهة أنظمة الاستبداد! لشعوبنا مصلحة في عدم السماح بتحويل الصراع بين الشعوب وأنظمة الاستبداد إلى صراعات مذهبية وطائفية، لأنه في الواقع ليس كذلك، فالصراع هو صراع بين القمع والاستبداد وبين شعب يطلب الحرية، ومن يحرفها إلى صراعات مذهبية شيعة مقابل سُنّة وسُنّة مقابل شيعة وعلوية وغيرها، فهو يقصد الولوغ في دماء هذه الشعوب كي ينجو بسلطته ويستمر فيها. من حق شعوبنا التمرد على الخيار الوضيع والإرهابي، بين الرضوخ للاستبداد أو تلقي بديل مثل “داعش” فلا استبداد ولا إرهاب.
لقد ظهرت أصوات حاولت تزييف موقف الشعب العربي الفلسطيني من الثورة السورية، لمصالح حزبية وفئوية ضيقة، هؤلاء نفخوا بأبواق مزعجة، حاولت تزييف الموقف الحقيقي لأكثرية الفلسطينيين من الصراع في سوريا والعالم العربي، أكثرية الفلسطينيين الساحقة مع الشعب السوري في مواجهة الإرهاب الأسدي والداعشي على حد سواء، حتى من ضُللوا في البداية، باتوا يتساءلون ما إذا كان بشار الأسد نبيا يُمنع المساس بموقعه ومركزه أم ماذا؟ لو كان يملك حدا أدنى من روح وطنية وقومية وإنسانية، لترك السلطة منذ الشهر الأول لانتفاضة الشعب السوري، بإمكانه أن يدعو العالم لرعاية فترة انتقالية يتنازل فيها هو شخصيا أولا عن السلطة، ولكن لا حياة لمن تنادي، وسيمضي مثل كل مستبد مجرم حتى نهايته، علما بأن القانون الدولي سيلاحقه آجلا أم عاجلا، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالذات أولئك الذين غضوا الطرف عن ممارساته، مثل أمريكا ودول غربية أخرى، هؤلاء هم أنفسهم وبعد أن يستنفد كل جرائمه ويستغنون عن خدمة مصالحهم واستراتيجياتهم، سيضعونه في قفص الاتهام، ومن يعش ير.
عبّر فيه المجتمعون من سوريين وفلسطينيين عن حق الشعب السوري بالتخلص من كافة أشكال الاستبداد السلطوي والفكري، وحقه في نيل حريته وكرامته، وإعادة بناء الدولة الوطنية السورية الضامنة لحقوق مكوناتها كافة، بمن فيهم المكون الفلسطيني الذي يشكل جزءاً فاعلاً من نسيج المجتمع السوري، وشريكاً في وحدة التاريخ والكفاح والمصير” .
تحية للمبادرين، ومن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك، فالشعب الفلسطيني الذي شرب حتى الثمالة مرارة النكبة التي أحيى ذكراها الثامنة والستين قبل أيام، لا يمكنه إلا أن يكون مع الشعب السوري، الذي قُتل أبناؤه بمئات الآلاف وتشرد بملايينه في نكبة لا تقل إيلاما وكارثية عن نكبة شعب فلسطين.
من الطبيعي أن يكون كل فلسطيني حُرّ ويحترم إنسانيته ونفسه إلى جانب الشعب السوري العظيم، الذي استضاف مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين إبان نكبتهم، نعم لا بد للفلسطيني أن يكون إلى جانب الشعب السوري بمحنته في مواجهة الاستبداد، الذي أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه من دمار وخراب، وكل الشعارات الطنانة التي استخدمت وتستخدم فلسطين كشماعة علّقَ عليها النظام همجيته في التعامل مع الشعب السوري، مرفوضة سابقا ولاحقا، فمن يدّعي أن قضية فلسطين قضيته، عليه أن يدعم حق الشعب السوري أولا بالحرية، لأن قضية فلسطين هي قضية حرية وتحرير، ولا يمكن لشعوب الأمة العربية، وعلى رأسها الشعب السوري البطل، أن يدعموا شعب فلسطين والحؤول دون تحول فلسطين إلى أندلس أخرى إلا وهُم أحرار، فالشعوب الفاقدة لحريّتها لن تستطيع مد الآخرين بها، الشعوب المقموعة تنشغل في درء موبقات الأنظمة عنها، ويحوّلها الفساد والقمع إلى مخلوقات خرساء عاجزة عن التعبير، محرومة من أسباب قوتها ومنعتها! الشعوب المحرومة من الاختيار الحر لمن يحكمها بحجة “أننا لا نستحق سوى الديكتاتوريات” لا تستطيع أن تحرر مترا واحدا من أرضها المحتلة، سواء كان هذا في الجولان أو فلسطين أو غيرها.
الشعبان الفلسطيني والسوري في خندق واحد في مواجهة طغيان الاستبداد، وفي مواجهة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، الطغيان مكمّل للاحتلال ويسهّل له احتلاله، بل ويلتقي معه في المصالح، ويمنحه ذرائع لمزيد من القمع، فجرائم الاستبداد تستخدم ذريعة لدى الاحتلال لمزيد من القمع، وتصبح غطاءً يحجب جرائمه ويقزّمها.
لقد عبر مثقفون سوريون كثيرون قبل الثورة السورية وخلالها عن معاناة الشعب السوري في ظل نظام القمع والفساد، ولكن أحدا لم يتخيل أن تبلغ الوحشية إلى هذا الحد لأجل التمسك بالسّلطة. من حق الشعب السوري أن يعتب على مثقفين وقيادات سياسية من الفلسطينيين خصوصا، ومن العرب عموما، الذين ما زالت على أعينهم غشاوة، تلك الغشاوة التي يسمّونها “خطر الجماعات الإرهابية!” وكأن وجود جماعات إرهابية يبرر الإرهاب الأكبر الذي مارسه ويمارسه النظام ضد شعبه، فاستباح دماءه ودعا إيران وحزب الله وروسيا وأمريكا وغيرها للخوض في دماء السوريين وتشريدهم بادعاء محاربة الإرهاب! علما بأننا لا ننكر وجود جماعات إرهابية، ولكن هذه بالذات، أتت ودخلت ودُعمت من عدة أطراف جمعها الخوف من الثورات العربية، ولتبرير ذبح ثورة الشعب السوري لأن نصرها يعني أن تفرط مسبحة الأنظمة كلها.
هناك تبريرات تقول”هل الأنظمة العربية الأخرى أفضل”! وهذه تبريرات غير مقبولة، وجود أنظمة سيئة في دول وممالك العرب الأخرى، لا يعني القبول بقمع وذبح شعب ثار لأجل حريته! وعندما تثور الشعوب الأخرى لأجل حريتها وانعتاقها في أي بقعة من الوطن العربي، فالمفروض دعمها والوقوف إلى جانبها، مثلما فرحت الشعوب العربية في بداية الثورات، وعلّقت آمالا كبيرة على مستقبل أفضل وأجمل. لشعوب أمتنا العربية مصلحة مشتركة في مواجهة الصهيونية من ناحية، فهي خطر على الجميع، ويخطئ من يظن أنه بمنأى وأمان منها حتى لو كان حليفا لها وخدمها وخدمته سرا أو علانية، وكذلك خطر إيران التي لها طموحات توسعية باتت واضحة، وكذلك في مواجهة أنظمة الاستبداد! لشعوبنا مصلحة في عدم السماح بتحويل الصراع بين الشعوب وأنظمة الاستبداد إلى صراعات مذهبية وطائفية، لأنه في الواقع ليس كذلك، فالصراع هو صراع بين القمع والاستبداد وبين شعب يطلب الحرية، ومن يحرفها إلى صراعات مذهبية شيعة مقابل سُنّة وسُنّة مقابل شيعة وعلوية وغيرها، فهو يقصد الولوغ في دماء هذه الشعوب كي ينجو بسلطته ويستمر فيها. من حق شعوبنا التمرد على الخيار الوضيع والإرهابي، بين الرضوخ للاستبداد أو تلقي بديل مثل “داعش” فلا استبداد ولا إرهاب.
لقد ظهرت أصوات حاولت تزييف موقف الشعب العربي الفلسطيني من الثورة السورية، لمصالح حزبية وفئوية ضيقة، هؤلاء نفخوا بأبواق مزعجة، حاولت تزييف الموقف الحقيقي لأكثرية الفلسطينيين من الصراع في سوريا والعالم العربي، أكثرية الفلسطينيين الساحقة مع الشعب السوري في مواجهة الإرهاب الأسدي والداعشي على حد سواء، حتى من ضُللوا في البداية، باتوا يتساءلون ما إذا كان بشار الأسد نبيا يُمنع المساس بموقعه ومركزه أم ماذا؟ لو كان يملك حدا أدنى من روح وطنية وقومية وإنسانية، لترك السلطة منذ الشهر الأول لانتفاضة الشعب السوري، بإمكانه أن يدعو العالم لرعاية فترة انتقالية يتنازل فيها هو شخصيا أولا عن السلطة، ولكن لا حياة لمن تنادي، وسيمضي مثل كل مستبد مجرم حتى نهايته، علما بأن القانون الدولي سيلاحقه آجلا أم عاجلا، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وبالذات أولئك الذين غضوا الطرف عن ممارساته، مثل أمريكا ودول غربية أخرى، هؤلاء هم أنفسهم وبعد أن يستنفد كل جرائمه ويستغنون عن خدمة مصالحهم واستراتيجياتهم، سيضعونه في قفص الاتهام، ومن يعش ير.
القدس العربي