شاع مؤخراً الحديث عن التقسيم وانفصال الجيب العلوي المتمثل في كل من مدينتي اللاذقية وطرطوس عن باقي مناطق سوريا، سيما أن هناك تقارير إسرائيلية ونصائح للأسد بالانسحاب إلى الجيب الساحلي، أول من تلقى هذه الاشاعات وبدأ يتداولها هم المعارضون، وبدأوا الظهور على شاشات التلفزة هنا وهناك للحديث عن نية الأسد الانفصال عن سوريا، العلويون وعبر العديد من النشطاء لم يتحدثوا عن هذا الموضوع أصلا إلى أن بدأ المعارضون بالكلام عن موضوع تقسيم سوريا.
ناشطة علوية من مدينة جبلة قالت في تصريح خاص لـ»القدس العربي» ان الشارع العلوي بات يتحدث عن تقسيم سوريا ولكن بعد أن بدأت المعارضة بالحديث عن هذا الموضوع، مشيرة إلى أنها ترفض التقسيم بكل أشكاله لأن سوريا بلد واحد مهما فعل الأسد وميليشياته، ولا بد من الوحدة الوطنية أمام الاستعمار الإيراني، على حد وصفها.
العديد من المؤيدين للنظام السوري استغلوا حديث المعارضة الأخير عن التقسيم في نشر أفكار عن الاضطهاد بحق العلويون منذ ستين عاماً، وباتوا يطلقون على الطائفة العلوية اسم الطائفة المظلومة، ويروجون لفكرة مفادها أن «التكفيرين يريدون الهجوم علينا»، ويهدفون بذلك لنشر الرعب والخوف في نفوس المدنيين من أبناء الطائفة، متخذين من أحداث عام 2013 عندما قام تنظيم «الدولة» باقتحام 14 قرية خلال ساعات.
وتحاول العديد من الجهات المحسوبة على النظام السوري استغلال فكرة التقسيم لصالحها، خصوصاً بعد أن تداول هذا الحديث على لسان الكثير من النشطاء المعارضين، ونشر العديد من المواقع التي تهتم بالشأن السوري هذه الفكرة.
وأشار ناشطون معارضون إلى أن النظام يعمد إلى المزيد من الشحن الطائفي ويبذل مؤيدوه جهوداً كبيرة في هذا المجال لإقناع المزيد من الشبان العلويين لحمل السلاح للدفاع عن قراهم في هذه المرحلة بعد قرب العمليات العسكرية إلى مناطق محاذية للساحل من ناحية إدلب وحماة.
إضافة إلى أنباء عن وصول وفود إيرانية قادمة إلى مناطق الساحل وانتشارها على العديد من الجبهات وفق ما صرح به العديد من النشطاء، وأكد القيادي في «الجيش الحر» أبو حسين في تصريح خاص لـ «القدس العربي» أن النظام يحاول رفع معنويات مؤيديه بمزيد من الشحن الطائفي ضد السنة، وأضاف من وجهة نظره: «هذا سيكون له أثر إيجابي لكنه محدود وعلى مدى قريب فقط»، مؤكدا أن النظام وكعادته يحاول في كل مرة أن يجعل من الهزيمة نصراً، مشيرا إلى مجريات المعركة الأخيرة في جسر الشغور التي قلبها نصراً، وراح يروج لها بين مؤيديه في حين ان أي من قواته لم تستطع الوصول إلى المحاصرين داخل المشفى الوطني، وأكد القيادي أن قلة قليلة فقط من الجيش وصلوا إلى مناطق النظام في الغرب.
القدس العربي