غيرت وزارة التربية التابعة لحكومة الأسد ما اعتبرته أخطاء واردة في مناهج التربية الاجتماعية لماة التاريخ، تتعلق بفترة الحكم العثماني والتي امتدت قروناً للعالم الإسلامي.
وقضى أحد قرارات وزارة التربية الواردة في خطة عام 2016/ 2017 تعديل ألفاظ وعبارات طالت رموزاً إسلامية وتاريخية كانت لعقود بمثابة فتحٍ لعظماء.
وجاء في خطة عمل الوزارة الصادرة يوم الأحد في السابع من شهر آب/اغسطس التي حملت عنوان (خطة عمل الوزارة في تدقيق وتصويب الكتب الدراسية) «تتابع وزارة التربية سنوياً تدقيق الكتب الدراسية، وتصوب أية أخطاء إن وجدت قبل دفع الكتب للطباعة، وذلك بناء على الملاحظات والمقترحات الواردة من الميدان التربوي».
وأوضح القرار: «وفي هذا الإطار وضمن خطة عمل الوزارة في تدقيق الكتب الدراسية لمواد الدراسات الاجتماعية والدينية صوبت بعض العبارات في كتاب التاريخ للصف الثامن، الدرس الأول تحت عنوان: «نشأة الدولة العثمانية وتوسعها في أوروبا (الدرس الأول طبعة الكتاب المدرسية 2016/2017 المعدلة)، وكانت المناهج القديمة اعتمدت تسمية المرحلة التي حكم فيها «العثمانيون» بمرحلة الفتح العثماني والتي تمتد بدءًا من فتح القسطنطينية وحتى الاحتلال الفرنسي، لكن تدهور العلاقات السياسية بين البلدين ألقت بظلالها على الوضع التعليمي في سوريا، فقد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردغان بشار الأسد رأس النظام السوري أكثر من مرة بقاتل شعبه، ووقف علانية مع الثورة السورية وثوارها. ووفقاً لسيناريو تدهور العلاقة السياسية بين البلدين فقد تم تخفيض مستوى الرموز التركية في المناهج السورية بعد أن قررت وزارة التربية السورية تصويب خمس مفردات إلى مفردات تعتبر مسيئة لشخص السطان محمد الفاتح، أحد رموز التاريخ التركي.
فبعد أن كان يعتبر السلطان في كتب التاريخ السورية فاتحاً لأوروبا ويلقب بمحمد الفاتح عادت الوزارة لتسميه بمحمد الثاني واعتمدت الوزارة في تصويبها عبارة الاحتلال العثماني بدلاً من الفتح العثماني التي كانت معتمدة سابقاً بينما أطلقت على فتحه القسطنطينية عبارات «الاستيلاء على القسطنطينية، سقوط القسطنطينية، دخول القسطنطينية» نافية صفة الفتح التي كانت واردة في كتب التاريخ السورية، كما أبدلت عبارة فتح البلقان بـــ «دخول البلقان».
في الأثناء ما يزال جدل واسع يدور في أروقة مجلس الشعب السوري «مجلس النواب» حول إلغاء مادة التربية الدينية وإبدالها بمادة «الأخلاق»، حيث ناقش المجلس الثلاثاء الماضي بنداً متعلقاً بإلغاء مادة التربية الدينية من مناهج التعليم في سوريا وفقاً لما نشره نبيل الصالح عضو مجلس الشعب السوري من محافظة اللاذقية على حسابه في «فيسبوك». وكان مفتي الجمهورية بدر الدين حسون قد دعا في وقت سابق إلى إبدال التربية الدينية بالتربية الوطنية، كما لمح في برنامج تقدمه الإعلامية السورية الموالية لنظام الأسد ماغي خزام إلى استبدال التربية الدينية بالتربية الأخلاقية نبذاً للطائفية.
سما مسعود – القدس العربي