دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال زيارته السبت إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، الدول الأوروبية إلى تجنب إعتقال اللاجئين الفارين من بلادهم بسبب الحروب لأن الاعتقال ليس هو الحل لأزمة اللاجئين في أوروبا.
وحض الأوروبية على تبني «نهج قائم على الحقوق الإنسانية والبشرية» للتصدي لهذا التحدي حيث التقى مع اللاجئين القادمين من بعض أكثر الأماكن المضطربة في العالم، قبيل اليوم العالمي للاجئين، الذي يحتفل به يوم الاثنين القادم الموافق 20 من حزيران/يونيو.
وفي كلمته أمام الحشد في ليسبوس، وصف الأمين العام الجزيرة بأنها «جزيرة السلام» وشعبها «بحر من التضامن»، قائلاً إن اللاجئين الذين عاصروا أهوالاً في وطنهم، وجدوا الفرج في ليسبوس بعد معانتهم من الحرب والاضطهاد. ولكن بان كي مون شدد على أن أوضاع اللاجئين تزداد سوءاً في جميع أنحاء المنطقة، فيما يستمر كثيرون بالفرار من أوطانهم. وأضاف قائلاً: «يجب أن يبذل المجتمع الدولي المزيد من الجهد لحل النزاعات ومعالجة العوامل المسببة لكثير من المعاناة والاضطراب. يجب علينا أيضا أن نقف معا ضد إغلاق الحدود والحواجز والتعصب الأعمى، وضد المجرمين والمحتالين الذين يتاجرون بالبشر… أدعو دول أوروبا إلى الرد بنهج قائم على الحقوق الإنسانية والبشرية. الاحتجاز ليس الحل، يجب أن ينتهي فوراً. دعونا نعمل معا لإعادة توطين المزيد من الناس، وتوفير مسارات قانونية، ودمج اللاجئين بشكل أفضل».
وعلى الصعيد العالمي، يتنقّل ما يقرب من 60 مليون شخص بين البلدان بسبب الصراع والعنف، وفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وفي هذا الصدد، ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة قمة رفيعة المستوى في أيلول/سبتمبر المقبل لمعالجة تحركات اللاجئين والمهاجرين والبحث عن حلول جماعية لهذه المسألة التي باتت تؤرق المجتمع الدولي. وكان الأمين العام قد أكد في مؤتمر صحافي عقده في أثينا، عقب محادثات مع رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، أنه لا ينبغي ترك اليونان تعاني بمفردها في مواجهة أزمة اللاجئين والمهاجرين الأوروبية.
واليونان التي تعاني أصلا من مشاكل اقتصادية تستضيف أكثر من 57 ألف لاجئ ومهاجر منتشرين في جميع أنحاء البلاد، وفي حديثه مع الصحافيين، أقرّ الأمين العام بالتحديات الهائلة التي تواجه اليونان في تلبية احتياجات عشرات الآلاف من الأشخاص اليائسين الفارين من الحرب والاضطهاد، معربا في الوقت نفسه عن شكره للشعب اليوناني حيال «تضامنه الرائع وتعاطفه» طوال حالة الطوارئ هذه على الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي يواجهها، وأظهرت اليونان سخاء في إنقاذ الأرواح البشرية وهي تستحق تقديرنا ودعما أكبر من المجتمع الدولي.
ولا ينبغي أن تترك وحدها لمواجهة هذا التحدي».
وناقش بان كي مون ورئيس الوزراء اليوناني أيضا الصراع في سوريا، والهجمات الإرهابية الأخيرة والعوامل الأخرى التي تسبب معاناة واسعة النطاق وعدم استقرار. كما أعرب بان عن تقديره لدعم اليونان لمحادثات السلام الجارية الرامية إلى تضييق هوة الخلافات بين المجتمعين الرئيسيين في قبرص. يذكر أن السيد بان كي مون في اليونان يوم الجمعة في زيارة تستغرق يومين وقد اجتمع أيضا مع رئيس البلاد ووزير الخارجية. كما سافر إلى جزيرة ليسبوس لتقييم أوضاع اللاجئين هناك.
القدس العربي – عبد الحميد صيام