نشر الإعلام الموالي لميليشيا الدفاع الوطني في مدينة السلمية في ريف حماه، شريطاً مصوراً لمجموعة مسلحة تلقي القبض على مجموعة أخرى، مؤلفة من ثلاثة مسلحين متهمين بالسرقة، حيث ظهر في الشريط قوة تمكنت من القبض على مجموعة من الشبان المقيدين والمطروحين على الأرض، بينما يقوم أفراد من الدفاع الوطني بدهسهم وركلهم بالأقدام بطريقة عنيفة.
ووفقاً للمصدر فإن قوات النظام السوري وميليشيا الدفاع الوطني، قد تمكنوا من القبض على عصابة مسلحة تابعة للدفاع الوطني وتقوم باسمه بسرقة السيارات على طريق «إثريا ـ السلمية»، وتم التعامل معهم بشكل مباشر، بحسب المصدر، حيث تم تعذيبهم بدون الرجوع إلى أي سلطة أخرى تحقق بالأمر.
وأثارت الحادثة استياءً وغضباً من أبناء المنطقة من الموالين للنظام السوري، وتفرقوا بين غاضب على وجود هذه العصبات ضمن المناطق الخاضعة لسلطة النظام، ومستاء من عملية الإهانة التي لحقت بأفراد العصابة من دون الرجوع إلى القانون.
وعقب «ريان الحج» أحد أبناء مدينة السلمية بأن «حاميها حرميها..ورغم ذلك كان من المفروض تسليم المتهمين للجهات المختصة، لتتم محاسبتهم وفق الطرق القانونية بعد إثبات التهمة، وعدم ضربهم بهذه الطريقة الوحشية».
وشدد «علي أمون» على ضرورة حرق هذه العصابة، وعدم الاكتفاء بتعذيبهم، فيما قال «علي الرحى» إرهاب يقاتل إرهاب، وتساءل عما إذا كان بحوزة هذه المجموعة الشبان المخطوفون من أبناء المنطقة، وضرورة التحقق من أماكن وجود الرهائن.
ولا تعتبر هذه الحادثة السابقة من نوعها، فقد كان الدفاع الوطني قد أعلن عن نصب كمين لمجموعة تابعة للميلشيا، ممن أطلق عليهم اسم «عصابة تهريب» وذلك على محور «السلمية ـ إثريا» بالقرب من «وادي العذيب» شرق مدينة السلمية، حيث كانت العصابة تقوم بتهريب المحروقات، وتم ضبط عناصر المجموعة ومصادرة الآليات والدراجات النارية وجهاز كشف الألغام الذي كان بحوزتهم، حيث كانوا يستخدمونها باسم «جيش الدفاع الوطني» بحسب المصدر.
ويطلق النظام السوري أذرع ميليشياته التي تكونت على أساس طائفي، من أبناء المناطق العلوية، منذ بداية الثورة السورية، بهدف كسب ثقة أبناء الطائفة، وضمان انضمام مقاتلين علويين إلى صفوف القوات النظامية، التي باتت تعاني من نقص حاد من الفئة المقاتلة، ممن يتم تعويض مكانهم، وسد شواغر القتلى عن طريق المجموعات المسلحة والميليشيات المتعددة المسميات، والتي يتعاظم دورها بشكل يتناسب مع الضعف التدريجي لقوات النظام، حيث تتلقى بعض هذه الميليشيات دعماً مباشراً من وزارة الدفاع لدى حكومة النظام السوري، فيما يتلقى بعضها دعماً مالياً ولوجستياً من قبل مسؤولين وشخيصات بارزة مقربة من رأس النظام بشار الأسد.
القدس العربي