آخر المعارك التي كلفت قوات النظام أكثر من 50 قتيلا هي معركة المنصورة التي دارت بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في ريف حماة الشمالي والتي اندفعت فيها كتائب ميليشيا الدفاع الوطني بعد تمهيد وقصف جوي من المقاتلات الروسية استمر ليومين، اندفعت بعدها ثلاث مجموعات من الدفاع الوطني ووقعت في كمائن كانت قد جهزت لها من قبل المعارضة، وقد أكد ناشطون لـ»القدس العربي» أن أعداد القتلى حينها فاق 50 عنصرا من ميليشيا الدفاع الوطني، وأضاف المصدر أن أعدادا كبيرة من القتلى تتوافد يوميا إلى مدن وبلدات الساحل السوري من ريف اللاذقية، وسهل الغاب، وحلب التي كانت لها الحصة الأكبر الأسبوع الفائت.
وفي لقاء مع أحد المقاتلين الذي طلب عدم ذكر اسمه قال إن المعارضة المسلحة تتعامل مع المعارك بطرق جديدة، وأنهم يزودون بشكل دائم بمعلومات دقيقة عن تحركات قوات النظام والميليشيات المساندة لها، بالإضافة للأسلحة النوعية التي يستخدمونها في المعارك، والتي حسمت معظم المعارك لحد الآن لصالحه، ويضيف أن معنويات المقاتلين في صفوف النظام قد انهارت بالكامل بعد انتعاش جزئي جراء التدخل الروسي المباشر.
كما أكدت لـ «القدس العربي» مصادر موثوقة أن ميليشيا الدفاع الوطني لم تحل، كما أعلن النظام في وقت سابق، بل على العكس فمعظم فعاليات البعث والنظام يحاولون بشتى الوسائل زج المزيد من الشبان للقتال في صفوف الأسد، ففي حدث فريد من نوعه أعلن موظفو قسم التعبئة في معمل للاسمنت رفضهم القتال مع ميليشيا الدفاع الوطني، بعد أن قام رئيس قسمهم باستدعائهم جميعا وإرسالهم لميليشيا الدفاع الوطني بشكل جماعي؛ هذا بعد إعلان النظام عن حل هذه الميليشيا، وكان رئيس قسمهم قد هدد بفصل كل من يمتنع عن الالتحاق، كتهديد وحيلة لم تعد تنطلي على أحد، هذه الازدواجية الواضحة تشير بحسب الكثير من المعارضين في الساحل إلى غياب الدولة وانهيار نظام الأسد بشكل شبه كامل.
ـ «القدس العربي» أليمار لاذقاني