«القدس العربي»
يعتزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقاء ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز خلال زيارته المقررة إلى المملكة، السبت، الثامن والعشرين من فبراير/شباط الجاري، في زيارة «هامة» أثارت التكهنات حول إمكانية تشكيل حلف إقليمي جديد (عربي-تركي) وذلك على وقع الزيارات الرئاسية المكوكية للرياض خلال الأيام الماضية.
ووفق بيان صادر عن المركز الإعلامي للرئاسة التركية، فإن زيارة أردوغان للمملكة ستستمر لثلاثة أيام، سيلتقي خلالها، العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز آل سعود»، في العاصمة الرياض، حيث من المقرر أن يتضمن اللقاء مباحثات بشأن «العلاقات الاستراتيجية الأخوية المتجذرة تاريخياً» بين البلدين، بحسب وصف البيان، كما سيتبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن آخر التطورات الإقليمية والعالمية.
وتشهد العاصمة السعودية الرياض تحركات غير مسبوقة في الأيام الأخيرة، تمثلت في زيارات متتالية، كان آخرها زيارة الملك الأردني عبد الله الثاني، سبقه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.
وسبق ذلك، زيارة، ثلاثة قادة خليجيين إلى العاصمة السعودية في غضون عشرة أيام، حيث عقد أمير قطر تميم بن حمد جلسة مباحثات مع الملك السعودي تناولت، فضلاً عن العلاقات الثنائية، مستجدات الأوضاع على الساحات الخليجية والعربية والدولية، كما شهدت الرياض قمة سعودية إماراتية، جمعت بين العاهل السعودي ومحمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، سبقتها بيوم واحد فقط قمة سعودية كويتية، جمعت الملك سلمان، وصباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، تناولت، أيضاً، المستجدات على الساحات الخليجية والعربية والدولية.
ويرى مراقبون أن هذه التحركات تعزز التكهنات القائلة بوجود توجه مختلف للقيادة السعودية الجديدة، التي تولت الحكم بعد وفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، حيث يجري الملك سلمان من توليه الحكم سلسلة من التغييرات الداخلية في السلطة، أعطت مؤشرات عن إمكانية حدوث تحولات في السياسية الخارجية للمملكة لاسيما اتجاه مصر وقطر وتركيا.
وعلى الرغم من تتطابق الموقف السعودي مع الموقف التركي إزاء الأحداث في سوريا، والسعي المشترك لإسقاط نظام الأسد، ودعم المعارضة السورية، شهدت مواقف الطرفين تناقضاً تاماً من عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي والرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي.
ففي الوقت التي دعمت فيه المملكة الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي، شن الرئيس التركي هجوماً كبيراً على السيسي، واصفاً إياه بـ»قائد الانقلاب العسكري»، الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في العلاقات المصرية التركية، انعكس تماماً على علاقات أنقرة مع السعودية.
ويرى المراقبون أن العديد من العوامل يجب أن تدفع السعودية لتعزيز علاقاتها مع المحور السني في المنطقة لتشكيل حلف قادر على مواجهة النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة والذي كان آخره فرض الحوثيين الذين يدينون بالولاء الكامل لطهران سيطرتهم على اليمن جار السعودية الأول، وتعزيز طهران لحلفها في سوريا والعراق ولبنان، مقابل تراجع النفوذ السعودي.
كما تخشى الرياض من تبعات أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة ودول ما يعرف بمجموعة 5+1 مع طهران حول البرنامج النووي الإيراني، والذي سيتضمن إن تم- رفع العقوبات الاقتصادية عنها ومنحها تنازلات سياسية تضمن لها الاستمرار في توسيع نفوذها اقليمياً على حساب المملكة التي كانت تعتبر الحليف الأول لواشنطن في المنطقة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قطع جولته الإفريقية للمشاركة في جنازة الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وبعدها بأيام وصلت فرقاطة حربية تركية للسواحل السعودية في إطار «تعزيز العلاقات الثنائية» بين البلدين.
وقبل أسبوع، زار وزير الداخلية التركي إفكان ألا، الرياض، والتقى نظيره السعودي الأمير محمد بن نايف، في زيارة رسمية، تناولت «الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وعلاقات البلدين»، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
ومن المقرر أن يزور قائد الجيش التركي، نجدت أوزال، السعودية لحضور اجتماع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، حيث من المتوقع أن يلتقي عدداً من المسؤولين في المملكة، وعلى رأسهم الملك سلمان.
نائب رئيس الوزراء التركي «بولنت أرنتش» أكد في تصريحات سابقة على ضرورة تحسين علاقات أنقرة مع مصر ودول الخليج، وقال: «لدينا علاقات عريقة وعميقة وتاريخية مع دول الخليج، من غير الممكن أبداً أن نكون بعيدين عن بعضنا، وأن نتصرف ببرود إزاء بعضنا البعض».