تتسارع وتيرة الأحداث بشكل واضح بين النظام وفصائل الثوار لتوسيع مناطق سيطرة كل طرف على حساب تنظيم الدولة في البادية السورية، حيث شكل تقدم الثوار الأخير ضد مقاتلي التنظيم في سلسلة جبال صبيحة المطلة على طريق “تدمر –بغداد” الدولي ومنطقة السبع بيار, دافعاً لقوات النظام للهجوم على مواقع الثوار في المنطقة بعد شهرين من سيطرة الثوار عليها مدعومة بغطاء جوي من الطيران الروسي ومدفعية النظام وبمساندة الميليشيات لتتمكن من فرض سيطرتها عليها لتأمن بذلك الجهة الشمالية الغربية من مطار السين في منطقة القلمون.
ويبدو أن تأمين طريق “تدمر-بغداد” يأتي ضمن استراتيجية ينتهجها النظام لتأمين طريق إمداد له في البادية السورية مع بداية المعركة مع توافد تعزيزات عسكرية للنظام إلى تدمر ومطار السين العسكري، فقد أفادت مصادر أن النظام على وشك البدء بمعركة في البادية بتغطية من الطيران الروسي وميليشيات إيران من شأنها اعتراض تقدم فصائل الثوار القادمة من الجنوب نحو جبال القلمون الشرقي عبر تأمين مطار السين، بالتزامن مع قوات أخرى تتوجه نحو محطة تي3 الواقعة على بعد 34 كيلو متر شرق تدمر التي تعد نقطة استراتيجية مهمة، كون السيطرة عليها تعزز من عملية السيطرة على مدينة السخنة 50 كم شمالي تدمر وهي أهم الجبهات للنظام وثاني أكبر مدينة بعد تدمر ومدخل الريف الجنوبي لدير الزور.
قام خلالها تنظيم الدولة بإخلاء مقراته داخل المدينة تحسباً لحملة قصف عنيفة من النظام وروسيا، مقابل وصول تعزيزات له من دير الزور وريف حماه الشرقي للزج بها على جبهات التماس ضد النظام والثوار كل على حدة، كون خسارة المدينة تعني أن دير الزور مركز ثقلة بعد الرقة باتت في خطر.
في ذات السياق باتت فصائل الثوار القادمة من الجنوب السوري على بعد كيلو مترات من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق لقطع الطريق على إمداد التنظيم عبر معبر القائم.
ومن خلال المؤشرات من المتوقع أن تصبح البادية منطقة صراع نفوذ بين القوى الدولية خصوصاً بعد تصريحات وزير الخارجية السورية “وليد المعلم” , أمس الإثنين, أن للبادية أولوية في معارك الميدان وأن الهدف الأساسي التوجه لدير الزور، مشيراً أن لبلاده الحق في الدفاع عن نفسها.
المركز الصحفي السوري