حذر باحثان وسياسيان أمريكيان إدارة دونالد ترامب، من التورط في مغامرات ولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان.
ودعا كل من أرون ديفيد ميللر من مركز “ويلسون” للباحثين، وريتشارد سوكلسكي من مؤسسة “كارنيغي” للسلام العالمي، في مقال نشرته مجلة “بوليتيكو”، ترامب بألا ينجر لمغامرات ابن سلمان الإقليمية، ولا بما لا يمكنه تقديمه من وعود للتسوية السلمية وما يرغب في تحقيقه في “الصفقة الكبرى” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويطالب الباحثان في مقالهما، الذي ترجمته “عربي21″، بوضع مجموعة من الخطوط الحمراء مع السعودية، حيث إن “واشنطن لديها الكثير من النفوذ الذي يمكنها استخدامه مع السعوديين، فهؤلاء لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على الولايات المتحدة في التسليح والأمن، وعليها أن تقول لهم في اليمن إنها ستوقف الدعم العسكري إن لم تدعم الرياض خطة سلام، وعليها أن تضغط على السعودية لإنهاء الأزمة مع قطر، وتخفيف قائمة المطالب”.
ويقول الكاتبان إنه “بالنسبة لإيران، فعلى الإدارة التعلم من أوباما، بدلا من التورط في لعبة من التهديدات البلاغية، ويجب أن تؤكد للسعوديين أن الدعم ليس مشروطا، بل إنه يعتمد على التهدئة مع إيران”.
ويصف الباحثان ولي العهد السعودي الجديد بالشخص العاجز المتهور، ويقولان إن ترامب يمارس لعبة وله خطيرة مع ابن سلمان، البالغ من العمر 31 عاما، وهما إن لم ينفيا هيام الرؤساء الأمريكيين منذ فرانكلين دوايت أيزنهاور بالعائلة السعودية، إلا أنهما يشيران إلى أن وله ترامب له تداعيات خطيرة.
ويذهب الكاتبان إلى أن “الأمير الشاب، الذي سيصبح ملكا، لن يجر بلاده فقط إلى المشكلات، بل هناك إمكانية لأن يجر الولايات المتحدة معه، والغريب أن ترامب ليس وحده من يثني على الأمير، بل أيضا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الخارجية الألماني، ومديرة صندوق النقد الدولي، ومدير البنك الدولي، وعلى ما يبدو فإن هؤلاء يدعمون رؤية 2030، التي تطمح لتحديث السعودية وتنويع اقتصادها، ويرون فيه شخصا حداثيا ديناميا مستعدا للمخاطرة في بلد معروف عنه بالحذر، ولا يعرف إن كان الأمير قادرا على تحقيق هذه التوقعات أم لا، خاصة في ظل القوى المضادة والتحديات الكبيرة التي سيواجهها التي قد تحدد من أفق حركته”.
ويستدرك الباحثان بأن “سجل الأمير في السياسة الخارجية واضح، ففي العامين اللذين شغل فيهما منصب نائب ولي العهد ووزير للدفاع، فإنه قاد بلاده إلى سلسلة من الأخطاء الفادحة في اليمن وقطر وإيران”.
ويعلق الكاتبان قائلين إنه “بدلا من أن يظهر بصيرة وخبرة، فإنه أثبت أنه متهور وانفعالي، وبحس قليل يربط الأساليب بالاستراتيجية، ولسوء الحظ استطاع توريط وجر إدارة ترامب الجديدة في عدد من المغامرات الفاشلة أيضا”.
ويجد الباحثان أنه “من هنا، فإن اللوم يقع في النهاية على البيت الأبيض، الذي اعتقد وبسذاجة أن الرياض ودول الخليج تعد مهمة لمساعدة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها الرئيسية الثلاثة في الشرق الأوسط، وهي: هزيمة تنظيم الدولة، ووقف التأثير الإيراني، وتحقيق تسوية بين العرب والإسرائيليين”.
ويرى الكاتبان أنه “بناء على سلوك السعودية منذ وصول الملك سلمان و(أم بي أس) إلى السلطة عام 2015، فإنه من الواضح أن الرياض لا تستطيع أن تفي بأي من هذه الأهداف، ولو لم تقم واشنطن بوضع قواعد للعبة أو تبعد نفسها عن المغامرات السعودية الفاشلة، فإنها بالتأكيد ستجد هذه الأهداف بعيدة المنال”.
ويتساءل الباحثان عما إذا كانت هناك إمكانية لتجنب السعوديين مغامرات فاشلة جديدة، ويشيران هنا إلى أن كل مبادرة أشرف عليها الأمير تحولت إلى فوضى، “فهو مسؤول عن حرب اليمن، وبناء على توجيهاته يقوم السعوديون وحلفاء خليجييون آخرين بحملة جوية قاسية وعنيدة أدت إلى كارثة إنسانية، وقتلت آلاف المدنيين، وتسببت بأضرار فادحة على البنى التحتية المدنية، وزادت من المجاعة سوءا، ويجد السعوديون وحلفاؤهم أنفسهم اليوم متورطين في مستنقع اليمن، ولم يكونوا قادرين على إخراج الحوثيين وحلفائهم من العاصمة، أو السيطرة على شمال البلاد، ولا تملك الرياض خطة قابلة للتطبيق على المستوى الدبلوماسي، وبدعم الأمريكيين للجهود الحربية السعودية زاد تأثير تنظيم القاعدة في اليمن والتأثير الإيراني، ما أثر على الأمن القومي السعودي، من خلال دفع اليمن لحافة الهاوية”.
ويشير الكاتبان إلى أن “السعوديين أوقعوا أنفسهم والأمريكيين في حفرة عميقة، وعليهم التوقف عن الحفر ليستطيعوا الخروج منها”.
قطر
ويقول الباحثان: “وليس بعيدا عن السعودية، فإن بصمات ولي العهد واضحة في الحملة ضد قطر، وفاقم دعم ترامب المفتوح للموقف السعودي الأزمة، ووجه صفعة قوية للدبلوماسية الأمريكية في الخليج، حيث مزقت السعودية في قتال لا داعي له مع قطر التحالف السني، الذي عملت الولايات المتحدة من أجل بنائه ضد تنظيم الدولة وإيران”.
ويلفت الكاتبان إلى أن “ولي العهد هو الذي هندس هذا النزاع؛ لا لمعاقبة قطر على تمويل الإرهاب (وهو تعليق منافق يأتي من السعوديين، الذين قام مواطنوهم بتقديم الدعم للمتطرفين الراديكاليين طوال السنين)، بل من أجل إنهاء السياسة الخارجية المستقلة لقطر، ومعاقبتها على دعم الإخوان المسلمين، ولعلاقتها مع إيران، ويريد السعوديون تحويل قطر إلى دويلة تابعة لهم، كما فعلوا مع البحرين، وكجزء من خطة للهيمنة على منطقة الخليج كلها”.
ويعلق الباحثان قائلين إن “الخطط التي بالغ فيها ولي العهد وضعت المملكة أمام صدام خطير مع إيران، وستجد الولايات المتحدة نفسها، بموقفها المتشدد من طهران ودعمها للسعودية، قد جرت للحرب مع الجمهورية الإسلامية، حيث أن قرار الولايات المتحدة الوقوف مع السعودية ضد اليمن وقطر، مثل من يصب الكاز على النار، بدلا من العمل على إطفاء الحريق”.
تقارب مصالح
ويرى الكاتبان أن “التهديد المزدوج من إيران والتنظيمات الجهادية، بالإضافة إلى حالة التعب التي أصابت العرب؛ بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الطويل، أديا إلى تلاقي مصالح بين دول الخليج وإسرائيل، والسؤال فيما إن كان هذا التقارب سيترجم إلى شيء عملي، بشكل يسهم في تسهيل عملية التسوية، التي تقود إلى ما يطمح ترامب في تحقيقه، وهو (الصفقة الكبرى)”.
ويفيد الباحثان بأن “السعوديين ربما عبروا عن استعداد أكبر للتعاون من ذي قبل، في مجالات الطيران، وفتح الأجواء السعودية للطيران الإسرائيلي مثلا، والتواصل التكنولوجي والتجاري، وحتى يتم تحقيق اختراق في العلاقات فإنه يجب على إدارة ترامب تلبية ما يريده السعوديون، أي وقف الطموحات الإيرانية في المنطقة، الذي نعتقد أنه غير ممكن وضار بالولايات المتحدة، وبذل جهود حثيثة على صعيد التسوية، ودفع إسرائيل لتنازلات كبيرة وصغيرة، وربما استعد السعوديون لبناء جسور ثقة، لكنهم لن يقوموا بفتح العلاقات الدبلوماسية كما تريد إدارة ترامب، فإن هذا يحتاج لتنازلات إسرائيلية في ملف القدس وحدود عام 1967، التي لن تتحقق في ظل حكومة بنيامين نتنياهو”.
ويعتقد الكاتبان أن “الإدارة ربما بالغت في توقعاتها من السعودية، ولم تكن واقعية حول ما يمكن للسعوديين تقديمه في هذا السياق، فالسعودية لن تعرض نفسها لنقد إيراني ومن العالم العربي في قضايا مثل القدس، حتى تتم الاستجابة للمطالب، ودون حل لملف القدس فلن يتمكن ترامب من تحقيق صفقته الكبرى”.
ويدعو الباحثان هنا الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن تقوية السعودية ووضع قواعد للتعامل معها، ويقولان: “صحيح أن ترامب متيم بالسعوديين؛ بسبب صفقات الأسلحة، وما أغدقوه عليه من كرم حاتمي الشهر الماضي، إلا أنه ينظر للسعوديين على أنهم مفتاح مهم لتحقيق أهدافه في المنطقة، مع أنه لم يلتفت في علاقته معهم لحقوق الإنسان، ومنحهم الحرية لمواصلة أجندتهم المعادية لإيران”.
وينوه الكاتبان إلى أن “(أم بي أس) هو المحرك الأساسي للمغامرات المتهورة، حيث جر الولايات المتحدة للمشاجرات المحلية، بشكل خلق مخاطر لمواجهة جدية بينها وبين إيران، ما يؤثر على الاتفاق النووي معها، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة خطرا نوويا أكبر قادما من كوريا الشمالية”.
ويورد الباحثان ملاحظة، وهي أن البيت الأبيض لن يستجيب لرؤيتهما ونصيحتهما، مشيرين إلى أنه في أثناء عملهما في وزارة الخارجية طالما انتقدا السعودية، واعتمادها غير الصحي على الولايات المتحدة لحل المشكلات الإقليمية بالقوة، وفشلها في استخدام قوتها الإقليمية لحل النزاعات، وترددها في مجال دعم عملية التسوية.
ويخلص الكاتبان إلى أنه “إن لم تقم واشنطن بتحديد خيوط اللعبة، فإنها ستجد نفسها تجري وراء أجندة إقليمية لدولة صغيرة”.
ودعا كل من أرون ديفيد ميللر من مركز “ويلسون” للباحثين، وريتشارد سوكلسكي من مؤسسة “كارنيغي” للسلام العالمي، في مقال نشرته مجلة “بوليتيكو”، ترامب بألا ينجر لمغامرات ابن سلمان الإقليمية، ولا بما لا يمكنه تقديمه من وعود للتسوية السلمية وما يرغب في تحقيقه في “الصفقة الكبرى” بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويطالب الباحثان في مقالهما، الذي ترجمته “عربي21″، بوضع مجموعة من الخطوط الحمراء مع السعودية، حيث إن “واشنطن لديها الكثير من النفوذ الذي يمكنها استخدامه مع السعوديين، فهؤلاء لا يزالون يعتمدون بشكل كبير على الولايات المتحدة في التسليح والأمن، وعليها أن تقول لهم في اليمن إنها ستوقف الدعم العسكري إن لم تدعم الرياض خطة سلام، وعليها أن تضغط على السعودية لإنهاء الأزمة مع قطر، وتخفيف قائمة المطالب”.
ويقول الكاتبان إنه “بالنسبة لإيران، فعلى الإدارة التعلم من أوباما، بدلا من التورط في لعبة من التهديدات البلاغية، ويجب أن تؤكد للسعوديين أن الدعم ليس مشروطا، بل إنه يعتمد على التهدئة مع إيران”.
ويصف الباحثان ولي العهد السعودي الجديد بالشخص العاجز المتهور، ويقولان إن ترامب يمارس لعبة وله خطيرة مع ابن سلمان، البالغ من العمر 31 عاما، وهما إن لم ينفيا هيام الرؤساء الأمريكيين منذ فرانكلين دوايت أيزنهاور بالعائلة السعودية، إلا أنهما يشيران إلى أن وله ترامب له تداعيات خطيرة.
ويذهب الكاتبان إلى أن “الأمير الشاب، الذي سيصبح ملكا، لن يجر بلاده فقط إلى المشكلات، بل هناك إمكانية لأن يجر الولايات المتحدة معه، والغريب أن ترامب ليس وحده من يثني على الأمير، بل أيضا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ووزير الخارجية الألماني، ومديرة صندوق النقد الدولي، ومدير البنك الدولي، وعلى ما يبدو فإن هؤلاء يدعمون رؤية 2030، التي تطمح لتحديث السعودية وتنويع اقتصادها، ويرون فيه شخصا حداثيا ديناميا مستعدا للمخاطرة في بلد معروف عنه بالحذر، ولا يعرف إن كان الأمير قادرا على تحقيق هذه التوقعات أم لا، خاصة في ظل القوى المضادة والتحديات الكبيرة التي سيواجهها التي قد تحدد من أفق حركته”.
ويستدرك الباحثان بأن “سجل الأمير في السياسة الخارجية واضح، ففي العامين اللذين شغل فيهما منصب نائب ولي العهد ووزير للدفاع، فإنه قاد بلاده إلى سلسلة من الأخطاء الفادحة في اليمن وقطر وإيران”.
ويعلق الكاتبان قائلين إنه “بدلا من أن يظهر بصيرة وخبرة، فإنه أثبت أنه متهور وانفعالي، وبحس قليل يربط الأساليب بالاستراتيجية، ولسوء الحظ استطاع توريط وجر إدارة ترامب الجديدة في عدد من المغامرات الفاشلة أيضا”.
ويجد الباحثان أنه “من هنا، فإن اللوم يقع في النهاية على البيت الأبيض، الذي اعتقد وبسذاجة أن الرياض ودول الخليج تعد مهمة لمساعدة الولايات المتحدة على تحقيق أهدافها الرئيسية الثلاثة في الشرق الأوسط، وهي: هزيمة تنظيم الدولة، ووقف التأثير الإيراني، وتحقيق تسوية بين العرب والإسرائيليين”.
ويرى الكاتبان أنه “بناء على سلوك السعودية منذ وصول الملك سلمان و(أم بي أس) إلى السلطة عام 2015، فإنه من الواضح أن الرياض لا تستطيع أن تفي بأي من هذه الأهداف، ولو لم تقم واشنطن بوضع قواعد للعبة أو تبعد نفسها عن المغامرات السعودية الفاشلة، فإنها بالتأكيد ستجد هذه الأهداف بعيدة المنال”.
ويتساءل الباحثان عما إذا كانت هناك إمكانية لتجنب السعوديين مغامرات فاشلة جديدة، ويشيران هنا إلى أن كل مبادرة أشرف عليها الأمير تحولت إلى فوضى، “فهو مسؤول عن حرب اليمن، وبناء على توجيهاته يقوم السعوديون وحلفاء خليجييون آخرين بحملة جوية قاسية وعنيدة أدت إلى كارثة إنسانية، وقتلت آلاف المدنيين، وتسببت بأضرار فادحة على البنى التحتية المدنية، وزادت من المجاعة سوءا، ويجد السعوديون وحلفاؤهم أنفسهم اليوم متورطين في مستنقع اليمن، ولم يكونوا قادرين على إخراج الحوثيين وحلفائهم من العاصمة، أو السيطرة على شمال البلاد، ولا تملك الرياض خطة قابلة للتطبيق على المستوى الدبلوماسي، وبدعم الأمريكيين للجهود الحربية السعودية زاد تأثير تنظيم القاعدة في اليمن والتأثير الإيراني، ما أثر على الأمن القومي السعودي، من خلال دفع اليمن لحافة الهاوية”.
ويشير الكاتبان إلى أن “السعوديين أوقعوا أنفسهم والأمريكيين في حفرة عميقة، وعليهم التوقف عن الحفر ليستطيعوا الخروج منها”.
قطر
ويقول الباحثان: “وليس بعيدا عن السعودية، فإن بصمات ولي العهد واضحة في الحملة ضد قطر، وفاقم دعم ترامب المفتوح للموقف السعودي الأزمة، ووجه صفعة قوية للدبلوماسية الأمريكية في الخليج، حيث مزقت السعودية في قتال لا داعي له مع قطر التحالف السني، الذي عملت الولايات المتحدة من أجل بنائه ضد تنظيم الدولة وإيران”.
ويلفت الكاتبان إلى أن “ولي العهد هو الذي هندس هذا النزاع؛ لا لمعاقبة قطر على تمويل الإرهاب (وهو تعليق منافق يأتي من السعوديين، الذين قام مواطنوهم بتقديم الدعم للمتطرفين الراديكاليين طوال السنين)، بل من أجل إنهاء السياسة الخارجية المستقلة لقطر، ومعاقبتها على دعم الإخوان المسلمين، ولعلاقتها مع إيران، ويريد السعوديون تحويل قطر إلى دويلة تابعة لهم، كما فعلوا مع البحرين، وكجزء من خطة للهيمنة على منطقة الخليج كلها”.
ويعلق الباحثان قائلين إن “الخطط التي بالغ فيها ولي العهد وضعت المملكة أمام صدام خطير مع إيران، وستجد الولايات المتحدة نفسها، بموقفها المتشدد من طهران ودعمها للسعودية، قد جرت للحرب مع الجمهورية الإسلامية، حيث أن قرار الولايات المتحدة الوقوف مع السعودية ضد اليمن وقطر، مثل من يصب الكاز على النار، بدلا من العمل على إطفاء الحريق”.
تقارب مصالح
ويرى الكاتبان أن “التهديد المزدوج من إيران والتنظيمات الجهادية، بالإضافة إلى حالة التعب التي أصابت العرب؛ بسبب النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الطويل، أديا إلى تلاقي مصالح بين دول الخليج وإسرائيل، والسؤال فيما إن كان هذا التقارب سيترجم إلى شيء عملي، بشكل يسهم في تسهيل عملية التسوية، التي تقود إلى ما يطمح ترامب في تحقيقه، وهو (الصفقة الكبرى)”.
ويفيد الباحثان بأن “السعوديين ربما عبروا عن استعداد أكبر للتعاون من ذي قبل، في مجالات الطيران، وفتح الأجواء السعودية للطيران الإسرائيلي مثلا، والتواصل التكنولوجي والتجاري، وحتى يتم تحقيق اختراق في العلاقات فإنه يجب على إدارة ترامب تلبية ما يريده السعوديون، أي وقف الطموحات الإيرانية في المنطقة، الذي نعتقد أنه غير ممكن وضار بالولايات المتحدة، وبذل جهود حثيثة على صعيد التسوية، ودفع إسرائيل لتنازلات كبيرة وصغيرة، وربما استعد السعوديون لبناء جسور ثقة، لكنهم لن يقوموا بفتح العلاقات الدبلوماسية كما تريد إدارة ترامب، فإن هذا يحتاج لتنازلات إسرائيلية في ملف القدس وحدود عام 1967، التي لن تتحقق في ظل حكومة بنيامين نتنياهو”.
ويعتقد الكاتبان أن “الإدارة ربما بالغت في توقعاتها من السعودية، ولم تكن واقعية حول ما يمكن للسعوديين تقديمه في هذا السياق، فالسعودية لن تعرض نفسها لنقد إيراني ومن العالم العربي في قضايا مثل القدس، حتى تتم الاستجابة للمطالب، ودون حل لملف القدس فلن يتمكن ترامب من تحقيق صفقته الكبرى”.
ويدعو الباحثان هنا الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن تقوية السعودية ووضع قواعد للتعامل معها، ويقولان: “صحيح أن ترامب متيم بالسعوديين؛ بسبب صفقات الأسلحة، وما أغدقوه عليه من كرم حاتمي الشهر الماضي، إلا أنه ينظر للسعوديين على أنهم مفتاح مهم لتحقيق أهدافه في المنطقة، مع أنه لم يلتفت في علاقته معهم لحقوق الإنسان، ومنحهم الحرية لمواصلة أجندتهم المعادية لإيران”.
وينوه الكاتبان إلى أن “(أم بي أس) هو المحرك الأساسي للمغامرات المتهورة، حيث جر الولايات المتحدة للمشاجرات المحلية، بشكل خلق مخاطر لمواجهة جدية بينها وبين إيران، ما يؤثر على الاتفاق النووي معها، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة خطرا نوويا أكبر قادما من كوريا الشمالية”.
ويورد الباحثان ملاحظة، وهي أن البيت الأبيض لن يستجيب لرؤيتهما ونصيحتهما، مشيرين إلى أنه في أثناء عملهما في وزارة الخارجية طالما انتقدا السعودية، واعتمادها غير الصحي على الولايات المتحدة لحل المشكلات الإقليمية بالقوة، وفشلها في استخدام قوتها الإقليمية لحل النزاعات، وترددها في مجال دعم عملية التسوية.
ويخلص الكاتبان إلى أنه “إن لم تقم واشنطن بتحديد خيوط اللعبة، فإنها ستجد نفسها تجري وراء أجندة إقليمية لدولة صغيرة”.
عربي 21