كثر في اليومين الماضيين أنباءٌ تفيد حول تزويد تركيا لنظام الأسد بأطنانٍ من مادة القمح بوساطة العراب الروسي.
شاهد… قصة أملاك ليلى التي عرفت بموت زوجها المعتقل من خلال صورة
تداولت مواقع إعلاميةٌ مؤخراً ، أنباءٌ حول دفع تركيا بأكثر من 400 طن من القمح من المناطق التي تسيطر عليها في سوريا في محافظة الرقة باتجاه مناطق سيطرة النظام في حلب بوساطة روسية.
أعلنت وزارة الدفاع التركية قبل يومين عن البدء بتوزيع الحبوب الموجودة في صوامع قرية شركراك، على أهالي المنطقة، دون تحديد أي منطقة، إلا أن وكالة “سبوتنيك” ذكرت اتفاق حول نقل أطنان القمح من صوامع (الشركراك) في ريف الرقة باتجاه مدينة حلب، وبأن قافلةً أولى من 8 شاحناتٍ محملةٍ بالمادة تحركت قبل يومين وجهتها حلب وبحماية الشرطة العسكرية الروسية.
الجدير بالذكر أن “الجيش الوطني” وبدعمٍ من الجيش التركي تمكّن في تشرين الأول من عام 2018، من السيطرة على الصوامع المحاذية للطريق الدولي “M4” التي تحوي نحو 16 ألف طنٍ من القمح و25 ألف طنٍ من الشعير من إنتاج موسم 2019، من قوات سوريا الديمقراطية في إطار عملية “نبع السلام”.
في سياقٍ متّصل سارع الجيش الوطني إلى نفي الأنباء على لسان الناطق العسكري الرائد يوسف حمود، الذي أكد أن 4 شاحناتٍ اتجهت إلى تل أبيض الخاضعة لسيطرة “الجيش الوطني”، وليس إلى مناطق سيطرة النظام.
إلا أن عدم توضيح بيان وزارة الدفاع التركية في تحديد المنطقة من ناحية، وذكر التوصل لتفاهم مع روسيا التي لا شأن لها في توزيع القمح على مناطق نفوذ تركيا، يرجح صحة الأنباء.
ويتركز إنتاج القمح السوري في أراضي محافظات الشمال والشمال الشرقي من سوريا، الحسكة، حيث يتركز 60٪ من إنتاج القمح فيها، والرقة التي تعد أحد أهم السلال الغذائية إنتاجًا للقمح بالإضافة إلى درعا وبعض المحافظات السورية بدرجةٍ أقل. وقد وصل الإنتاج السنوي للقمح لعام 2010 لأكثر من 4 ملايين طن.
إلا أن ويلات الحرب أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على إنتاج القمح وتسببت بعجزٍ كبيرٍ دفع النظام لطرح المناقصات لاستيراده لدعم مادة الخبز.
الجدير بالذكر أن مناطق سيطرة النظام، تشهد أزمةً متفاقمةً منذ شهورٍ في مادة الخبز، نتيحة فقدان الطحين، الذي انعكس بطوابير من المواطنين الجائعين في المحافظات السورية الخاضعة للنظام.
سعى النظام عبثاً لإيجاد حلول للمشكلة، فقد طرحت مؤسسة الحبوب للنظام في آب 2020، مناقصة لاستراد 200 ألف طنٍ، لكنها حصلت على كميةٍ أقل لا تسد الحاجة، فيما كانت آخر المناقصات التي طرحها النظام مطلع العام الجاري كان الموعد النهائي لتقديم عروض الأسعار هو 15 شباط الجاري.
ولروسيا دورٌ في الأزمة حيث توقفت عن توريد القمح مؤخراً للنظام، بعد عدة مناقصاتٍ أمّنت المادة له خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دفع النظام للاتجاه لتركيا، لتوريد القمح.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع