استشهد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بآية من سورة البقرة في تعليقه على محاولة الانقلاب الفاشلة، حين قال “عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم”، مضيفا أن قوى الشر حاولت جر تركيا إلى الظلام، إلا أن الله عزّ وجل جعل من تلك المحاولة الشريرة خيرا على البلاد.
جاء ذلك في خطاب ألقاه خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، اليوم الثلاثاء، حيث أضاف: إننا تُركنا لوحدنا في مكافحة جماعة غولن الإرهابية الخائنة، ولم نتلق الدعم من الأحزاب السياسية في تلك المرحلة، إلا أن ليلة محاولة الانقلاب أتاحت لكافة الشعب التركي رؤية الوجه الحقيقي لمنظمة الكيان الموازي.
وأضاف يلدريم أن الحكومة التركية تبذل جهودا حثيثة لإزالة الأضرار التي خلفتها محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرا إلى أن القضاء التركي بدأ منذ الساعة الأولى باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المشاركين في الانقلاب، وكذلك رجال الشرطة انتشروا في عموم البلاد لتأمين الاستقرار، كما أن الاقتصاد التركي لم يشهد أي توترات، فضلا عن أن الشعب التركي قام بما يقع على عاتقه في هذا الإطار إذ تم تصريف نحو 11 مليار دولار إلى الليرة التركية، ما ساهم في تعزيز قوة الليرة.
وفيما يخص التجمع المليوني المقرر إجراؤه في ساحة يني كابي وسط إسطنبول يوم الأحد المقبل، جدد رئيس الوزراء التركي الدعوة التي تقدم بها الرئيس أردوغان لزعيمي حزبي المعارضة كمال كليجدار أوغلو، ودولت باهتشلي، إذ قال “لقد اجتمعت يوم الأمس مع زعماء المعارضة، وأطلعتهم خلالها على القرارات التي تم اتخاذها في هذا المرحلة”، مضيفا “سنشارك في حزب العدالة والتنمية بكافة الكوادر في التجمع الكبير بساحة يني كابي، وأريد أن أجدد دعوة رئيس الجمهورية لرؤساء المعارضة، وأدعو حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية للمشاركة، فاليوم هو يوم الوحدة والتضامن”.
وفيما يخص إعلان حالة الطوارئ في البلاد، أوضح رئيس الوزراء التركي أن “الحكومة اتخذت هذا القرار لحماية الدولة والأمة والديمقراطية والحرية في تركيا، مضيفا أن قرار حالة الطوارئ لم يتم اتخاذه لأجل الشعب، إنما لأجل الحكومة، بغية إلقاء القبض على كافة المتورطين في محاولة الانقلاب ومحاسبتهم على فعلتهم هذه، صحيح أننا أقررنا حالة الطوارئ، إلا أن الشعب حر في تحركاته، فهو فعل ما يقع على عاتقه ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة”.