يسمح جهاز “تشيري بلوسوم” لوكالة المخابرات المركزية باختراق جهاز التوجيه واي فاي، ثم الاطلاع على كل المعلومات التي تحتويها حركة مرور شبكة الإنترنت. وبفضل هذه التقنية يمكن للوكالة التقاط كل حركة جديدة أو استهداف أنواع معينة من الاتصالات أو تنفيذ العديد من الهجمات الأخرى.
يوم الخميس 15 حزيران/يونيو، نشرت ويكيليكس سلسلة من الوثائق، تتعلق بجهاز “تشيري بلوسوم” الذي يسمح لوكالة المخابرات المركزية باختراق نقاط الإنترنت اللاسلكية، مثل أجهزة التوجيه واي فاي، لرصد وعرقلة حركة المرور داخلها، وفق ما ذكرت صحيفة mediapart الفرنسية.
في الواقع، يتكون جهاز “تشيري بلوسوم” أو “سي بي” من مجموعة من الأدوات تسمح للمشغل التابع لوكالة المخابرات المركزية بالتحكم في نقاط الوصول اللاسلكية، مثل تلك المستخدمة للاتصال بالواي فاي المعتمدة في الشركات أو حتى في الحانات، أو المطارات، أو الفنادق. وإثر زرع “سي بي” في جهاز الحاسوب، يمكن لوكالة المخابرات المركزية أمره، عن بعد، برصد كل تفاصيل حركة المرور عبر شبكة الإنترنت، أو استهداف أجهزة أخرى أو نوع معين من الاتصالات.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى، المتمثلة في إصابة واختراق نقطة الاتصال بالانترنت، حساسة جداً. ويتم تركيب “تشيري بلوسوم” عن طريق تحديث البرنامج الثابت (فيرم وير) للجهاز. حينها، يجب على وكالة المخابرات المركزية تثبيت نسخة معدلة، تضم برمجياتها الخاصة، دون أن يُلاحظ المستخدمون أي تغيير على مستوى الشبكة.
في الحقيقة، لا يُسبب هذا الأمر أي مشكلة بالنسبة للوكالة. وبعبارة أدق، أكدت هذه الأخيرة في “دليل البدء السريع” الخاص بهذا الجهاز أن “العديد من الأجهزة اللاسلكية تتيح عملية التحديث عبر رابط لاسلكي، الأمر الذي يعني أنه يمكن زرع جهاز لاسلكي دون استخدام معدات مادية”.
وبالعودة إلى طريقة تفعيل الجهاز، يشير دليل الاستخدام إلى وجود عدة طرق لإصابة ثم اختراق أجهزة التوجيه. وقد دقق الدليل في “كلايمور”، وهو “أداة مراقبة وجمع وزرع الأجهزة اللاسلكية”. كما يُوضح دليل المستخدم أن “وظيفة المراقبة تهدف إلى تحديد النماذج والإصدارات والعلامات التجارية لهذه الأجهزة في أماكن معينة. أما بالنسبة لوظيفة الجمع، فتُمكن من التقاط حركة المرور اللاسلكية، بينما تؤدي وظيفة الزرع إلى تحديث البرامج الثابتة اللاسلكية”.
والجدير بالذكر أن لهذا الجهاز ميزات عديدة، حيث يُمكن استخدامه “في بيئة متنقلة” (في جهاز حاسوب محمول على سبيل المثال) أو في بيئة ثابتة مع هوائي ضخم ليعمل على مدى أبعد. “وبمجرد اختراقه، يتحول جهاز التوجيه إلى “صائد ذباب”، وهو المصطلح الذي اعتمدته وكالة المخابرات المركزية.
وفي ذلك الحين، يُصبح دوره الرئيسي متمثلاً في العمل “كمرشد”، وفي التواصل مع خادم يُعنى “بالقيادة والسيطرة” ويُدعى “تشيري تري”. وللتوضيح، يُستعمل هذا النوع من الخادم في إطار الهجمات الإلكترونية، التي تُستخدم فيها “البوت نت” وشبكات من الآلات تلعب دور قيادة وتوجيه هذه الهجمات.
المصدر : هافينيغتون بوست عربي