حثَّ حليفٌ قديم لأنغيلا ميركل المسلمين في ألمانيا يوم الأحد على تطوير “إسلام ألماني” مبني على الليبرالية والتسامح، قائلاً إنَّ تضخُّم أعداد الناس الذين يطلبون اللجوء، والذين أكثرهم من المسلمين، يمثِّل تحدياً للمجتمع.
وقال وزير المالية فولفغانغ شويبله، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، إنَّ وصول مئات الآلاف من المهاجرين يتطلَّب فهماً أفضل من قبل الألمان لما يهمّهم وكيف يرغبون في عيش حياتهم.
وكان حوالي مليون مهاجر قد قدموا من الشرق الأوسط وأفريقيا إلى ألمانيا العام الماضي، وهو ما أجَّج التوترات الاجتماعية وعزَّز تأييد حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني، والذي قال إنَّ الإسلام غير متماشٍ مع الدستور.
لقد أنهك وصول أعداد كبيرة من اللاجئين المجتمعات الأوروبية، وأدَّى إلى زيادة العنف اليميني المتطرِّف والهجمات على مآوي اللاجئين، وخاصةً في شرق ألمانيا.
قال شويبله، أحد قيادات حزب أنغيلا ميركل، الحزب الديمقراطي المسيحي “لا شك أنَّ أعداد المسلمين المتنامية في بلدنا اليوم بمثابة تحدٍّ لانفتاح عقلية المجتمع العام”.
وأضاف في مقال في صحيفة Welt am Sonntag المحافظة “يعني منشأ أغلبية اللاجئين أنَّنا سنتعامل على نحوٍ متزايد مع أشخاص من دوائر ثقافية مختلفة نوعاً ما عمَّا سبق”.
يُنظَر إلى شويبله، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، بوصفه مرشَّحاً محتملاً لمنصب مستشار حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي إن لم تسعَ ميركل لإعادة الترشُّح العام التالي.
تعكير المزاج العام
وقد اعترف شويبله أنَّ الاعتداءات الجنسية التي شنَّها المهاجرون في كولونيا والهجمتين اللتين شنَّهما المهاجرون، وأعلنت الدولة الإسلامية المسلَّحة مسؤوليتها عنهما خلال الصيف، قد عكَّرت المزاج العام.
وقال “علينا، في هذا الموقف المتأزم، ألَّا نسمح بظهور جوٍ يشعر فيه الأشخاص المندمجون تماماً في ألمانيا بالاغتراب”.
ورغم أعداد الهجمات المعادية للأجانب المتزايدة في ألمانيا، قال شويبله إنَّه يعتقد أنَّ أغلبية الألمانيين ستقول “أجل، نريدكم أن تشعروا بالانتماء لنا”.
لقد أثارت أزمة المهاجرين ودمج الأعداد الكبيرة من اللاجئين تساؤلات حول احتمالات إعادة ترشيح ميركل، إذ لامها حلفاؤها البافاريون على سياسة الباب المفتوح للاجئين وهي السياسة التي قادت إلى الظهور الضعيف لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في انتخابات الولايات الأخيرة. ويريد هؤلاء الحلفاء تحديد أعداد المهاجرين القادمين إلى ألمانيا بـ 200 ألف سنوياً.
أكَّد شويبله في مؤتمر سنوي عن الإسلام يوم الثلاثاء الماضي أنَّ الناس من جميع الأديان والمعتقدات هُم جزء من ألمانيا، مكرِّراً الرؤية التي عبَّرت عنها أنجيلا ميركل عام 2015 في ذروة شعبية حركة بيجيدا المعادية للإسلام.
هافنغتون بوست