قال وزير العمل اللبناني سجعان قزي لـ «إيلاف» إنه يخشى وقوع مواجهات بين اللبنانيين والنازحين السوريين على غرار ما حصل في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بين اللبنانيين والفلسطينيين.
وقال قزي في حوار خاص: «يجب أن يستيقظ الشعب اللبناني صبيحة يوم ما، ويقول لا نريد نازحين سوريين في احيائنا»، حاملاً على المجتمع الدولي الذي يصم آذانه ويصر على تثبيت النازحين في لبنان، الأمر الذي يرى الوزير اللبناني أنه سيحدث تغييرًا كليًا في هوية البلد، ويؤدي إلى تدميره.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته “إيلاف” مع قزي:
* كيف تقيّم التحرك الذي يقوم به رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بهدف الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وهل ترى أنه قرر فعلاً الاستدارة باتجاه دعم ترشيح النائب ميشال عون، وهو لا يزال يتريث في إعلان ذلك؟
سننتظر نتائج الجولات التشاورية التي يقوم بها الرئيس الحريري. نحن نتمنى أن تكون هذه الجولات جزءًا من لبننة الاستحقاق، لأن بقاء موضوع الانتخابات الرئاسية في نطاقه العربي والاقليمي والدولي ادى إلى عدم حصول الانتخابات، وبالتالي يجب أن يحسم اللبنانيون أمرهم ويتفقوا على رئيس ويذهبوا إلى انتخابه في المجلس النيابي.
اليوم ما يقوم به الرئيس الحريري ليس بالضرورة أن يصب تحديدًا في خانة العماد عون، علماً انه من ابرز المرشحين لرئاسة الجمهورية، ولكنه بالتأكيد سيخلق ديناميكية جديدة نتمنى أن تختصر فترة الشغور.
* هل تعتقد أنه تلقى ضوءًا أخضر سعودياً للمضي في خيار اختيار عون للرئاسة؟
لا ندري ماذا بجعبة الرئيس الحريري، لكن الوقائع تدل على أن تيار المستقبل والبيئة الحريرية والبيئة السنية وحلفاء الحريري من كتائب وحركة امل والحزب التقدمي الاشتركي والمردة وربما القوات ضمنيًا، ليسوا كلهم متحمسين لخيار الجنرال عون. لذلك على الرئيس الحريري أن يقنع هؤلاء الاطراف ليصبح خيار عون خيارًا عمليًا وقابلاً للتنفيذ.
يضيف: هناك كلام كثير، واعتقد انه لو عاد الامر إلى شخص الرئيس الحريري لاختار الجنرال عون.
* لكن عقدة انتخاب الرئيس ليست على ما يبدو عند سعد الحريري فقط، بل هي عند الرئيس نبيه بري الذي ضمنًا لا يؤيد ميشال عون؟
أتمنى ان لا يكون حراك الرئيس الحريري عقدة جديدة تضاف إلى العقد بل فسحة امل، أما تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية فهو في الخانة الايرانية السعودية، وفي ما خص الرئيس بري اعتقد أنه ينظر إلى مصلحة لبنان اولاً.
* إذاً، في ظل هذه الاجواء أنت لا تتوقع أن نشهد في الجلسة المقبلة التي حددت في الواحد والثلاثين من أكتوبر المقبل انتخاب رئيس جديد للبنان؟
لا أظن أن ذلك سيحصل.
* ما الجديد بشأن تعليق جلسات الحكومة؟
الحكومة على ما يرام، واعتقد انها ستجتمع الاسبوع المقبل، وعلى الرئيس تمام سلام أن يتخطى عقبة عدم حضور وزراء التيار العوني.
* في مؤتمر صحافي عقدته مؤخرًا، كانت لك صرخة مدوية حول تواجد النازحين السوريين في لبنان، وقلت إن الكيان اللبناني في خطر. إلى أي مدى برأيك ستتم الاستجابة لهذه الصرخة؟ وهل ترى أن المشروع التنفيذي الذي طرحته لعودة النازحين إلى بلادهم هو واقعي في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سوريا؟
طبعًا، المشروع الذي طرحته هو المشروع الواقعي، وابقاء النازحين في لبنان هو المشروع التدميري لسوريا وللبنان، وإذا لم يلتف المعنيون بموضوع النازحين حول المشروع الذي تقدمت به أو حول مشروع مشابه له يرتكز على اعادة النازحين إلى سوريا، ابتداء من اليوم وليس من الغد، فإن الوضع في لبنان سيكون كارثيًا، ليس من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية فقط، بل من الناحية الكيانية والدستورية، وقد يؤدي ذلك إلى تغيير كلي لهوية لبنان ووجوده التعايشي.
نازحون سوريون في لبنان
* وهل هناك امكانية لعودتهم إلى المناطق الآمنة؟
طبعًا، هناك مناطق في سوريا يمكن أن تتحول الى مناطق آمنة وتحميها القوى الكبرى مثلما حصل في اكثر من قضية، وعلى المجتمع الدولي أن يفهم أن لبنان ليس منطقة ايواء لكل نازحي العالم العربي.
* وفي حال لم يتم هذا الامر، هل نحن امام تجربة “فلسطينيين” جديدة؟
اعتقد بأنه على اللبنانيين أن يستخلصوا العبر وألا يقعوا في قضية مشابهة للاجئين الفلسطينيين.
* الرئيس تمام سلام ايضًا طرح تصورًا معينًا امام الامم المتحدة، وهناك تلاقٍ في نقاط كثيرة بينك وبينه، لماذا لايكون هناك طرح موحد؟
انا اؤيد ما طرحه الرئيس سلام، والطرح الذي اعلنه في الامم المتحدة يلتقي مع المشروع الذي تقدمت به في بيروت.
* وهل لمستم كحكومة لبنانية مؤشرات استجابة لكل هذه الطروحات؟
المجتمع الدولي مع الاسف لا يزال يصم آذانه عن كل مشروع يلحظ اعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، ولا يزال يصر على معرفة كيفية تثبيتهم حيث هم، وهذا امر مدمر للبنان ولسوريا.
* تعتقد أن المجتمع الدولي يعمل على توطينهم في لبنان؟
لا اريد أن احكم على النيات، ولكن مشروع تثبيتهم في لبنان سيؤدي إلى التوطين، وبالتالي إلى حصول انتفاضة لبنانية في يوم ما على كل هذا الواقع، وهذا ما قلته بأننا في السبعينات والثمانينات قام اللبنانيون بمقاومة، وحصلت حرب بين اللبنانيين والجيش السوري، وما أخاف منه اليوم أن تحصل مواجهة بين اللبنانيين والنازحين السوريين، واذا كانت الحرب الماضية فئوية ولم تضم كل القوى والطوائف اللبنانية، لانه كان هناك من يؤيد الجيش السوري، فاليوم كل اللبنانيين ضد بقاء النازحين في لبنان، ولا بد من أن يستيقظ الشعب اللبناني صباح يوم ما وفي ليلة ظلماء ويقول، لا نريد في احيائنا نازحين سوريين، انتهى زمن الاعتبارات الانسانية، لقد ادينا قسطنا للعلى ولسوريا وللعرب وللاسلام وللمسيحية وللانجيل وللقرآن، اليوم نريد أن نبحث عن مصلحة مجتمعنا واجيالنا واولادنا ووطننا.
* وهل تتوقع أن يستمر الفشل في الحل السياسي في ما خص الازمة في سوريا؟
كلما ظننّا اننا نقترب من الحلول، كلما وجدنا أن الحرب تبدأ من جديد، هي مثل حكاية السباح مع الافق، كلما اقترب منه، كلما ابتعد الافق عنه..
* الحل العسكري برأيك سيستمر؟
ما يحصل ليس حلاً عسكريًا انما هو حرب، ولكن في النتيجة لا حل إلا سياسيًا في سوريا.
إيلاف