انتشرت في الشمال السوري بين الأطفال حديثي الولادة إلى عمر السنة تقريباً، حالات مرضية منشأها مرض “التهاب القصيبات الشعرية”، وذكر مراسل “السورية نت” في حلب، محمد الشافعي، أن الخطر يكمن الآن مع بدء انتشار الوباء بين عدد كبير من الأطفال يقدر عددهم بالمئات، الذين أدخل بعضهم إلى المشافي الميدانية للعلاج.
وأوضح الطبيب عبد الرحمن عبيد مدير مشفى الأتارب بريف حلب لـ”السورية نت”، أن أسباب هذا المرض هي البرد الشديد، وعدم توفر وسائل التدفئة والاعتماد على طرق بدائية للتدفئة كالحطب والفيول والازدحام بالسكن وخصوصا لدى النازحين، مشيراً أن المرض يصيب جهاز المناعة للأطفال والجهاز التنفسي، ما يسبب أزمة رئوية وزرقة في الوجه والشفاه وسعال وإقياء وتعب عام، ويمكن أن يودي المرض بحياة الطفل، مؤكداً وفاة أربعة أطفال، فيما تم تحويل 15 آخرين إلى المشافي التركية بسبب عدم توفر العناية المشددة الخاصة في المشفى.
وبحسب مشاهدات الطبيب، بدأ مشفى الأتارب يستقبل حالات الإصابة بمرض “التهاب القصيبات الشعرية” منذ شهر تقريباً، ولفت إلى أن عدد المصابين الوافدين إلى المشفى تزايد بشكل كبيرة ووصل إلى 1500 مراجع خلال شهر واحد، مبيناً في الوقت نفسه أن المرض ليس بجديد، لكن انتشاره بهذه الكثافة بدأ يؤرق أهالي الشمال السوري.
ومن جهته قال الطبيب حسن قسوم المشرف على معالجة الأطفال في المشفى: إن “هذا الفيروس شديد العدوى وانتشاره بكثافة يؤثر على الأطفال بشكل كبير، ونقص المناعة في جسد الطفل يمثل السبب الرئيسي لوفاة الطفل المصاب بالمرض”، وأضاف أن “الشتاء هو أفضل الفصول لهذا الفيروس للانتشار”.
وأوضح أن المرض “يبدأ برشح عادي يصيب المريض، إلى أن يتطور وينتقل إلى جهاز التنفس ويسبب انتان تنفسي سفلي في الرئة ومنه إلى التهاب القصيبات الشعرية”، لافتاً أن عدد المراجعين للمشفى يومياً يتراوح عددهم بين 75 و100 حالة.
“أم محمد” أم لطفل مصاب بالمرض، تقول لـ”السورية نت”: إن “طفلها دخل إلى المستشفى منذ أكثر من ثلاثة أيام، أما الآن فإن ولدها قد تحسن منذ بدأ جلسات الأوكسجين والرزاز وتتأمل بشفاء ولدها من هذا المرض وباقي الأطفال المصابين والتقيد بما يمليه عليهم الأطباء، من ضرورة إبعاد طفلها عن الأدخنة وخصوصاً الفيول، والاتجاه للرضاعة الطبيعة لتقوية المناعة الجسمية لطفلها”.
ويشار إلى أن القدرات الطبية في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات نظام بشار الأسد تبقى محدودة لأسباب عدة، منها الحصار المفروض على هذه المناطق، حيث يمنع النظام عنها دخول المواد الطبية والغذائية ومواد التدفئة، ومن جهة أخرى بسبب قلة الدعم المقدم للمراكز الطبية والمشافي الميدانية.
المصدر – السورية نت