اتهم وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، روسيا بالوقوف وراء مقتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب شمال غربي سوريا، مؤكدًا استمرار دعم بلاده لتركيا، بينما اعتبرت الخارجية الروسية التصريحات الأمريكية “أكاذيبًا صريحة”.
وخلال مؤتمر صحفي عقده، أمس، الأربعاء 18 من آذار، في مبنى وزارة الخارجية الأميركية، قال بومبيو، “نؤمن أن روسيا قتلت عشرات الجنود الأتراك” خلال حملاتها العسكرية في إدلب، لكنه لم يوضح معلومات محددة حول زمان ومكان مقتل هؤلاء الجنود الأتراك.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي إلى أن الهجمات التي نفذها النظام وحلفاؤه في إدلب طالت المدنيين والبنى التحتية، كما أسفرت عن نزوح نحو مليون شخص من ديارهم.
ولفت بومبيو إلى أن الولايات المتحدة تواصل دراسة اتخاذ تدابير إضافية لتقديم الدعم لتركيا، مؤكدًا وقوفها إلى جانب الدولة الحليفة العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
من جانبها ردت روسيا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، حول قتلها جنودًا أتراكًا في سوريا، بأنها “كذبة صارخة”.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية (لم تسمه) قوله، إنه “حتى في ظل الوباء العالمي المعدي، يواصل المسؤولون الأمريكيون نشر الدعاية المناهضة لروسيا على نطاق واسع من خلال تكرار المعلومات الكاذبة بشكل صارخ”.
واعتبر المصدر أن الهدف من التصريحات الأمريكية هو “دق إسفين في التعاون الروسي- التركي بشأن تسوية الوضع في سوريا”.
وأضاف أن الولايات المتحدة قاومت لفترة طويلة إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” منظمة إرهابية آملة باستخدام الجهاديين لتحقيق مآربها الخاصة، وهي ما زالت تحاول منع إقامة تسوية على الأراضي السورية، بحسب تعبيره.
وكانت أنقرة أعلنت في 27 من شباط الماضي، عن مقتل 33 جنديًا وإصابة 32 آخرين، إثر غارة جوية نفذتها قوات النظام على رتل عسكري تركي في إدلب.
وردت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها بأن الجنود الأتراك الذين استُهدفوا كانوا وسط “المسلحين السوريين”.
وذكر البيان أن تركيا لم تقدم للجيش الروسي معلومات تفيد بوجود جنود أتراك في إدلب، وأنه وفقًا للمعلومات التي قدمتها أنقرة ما كان ينبغي أن يوجد الجنود الأتراك في تلك المنطقة.
من جهته كذّب وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ما صرحت به وزارة الدفاع الروسية حول عدم التنسيق بين الجانبين بشأن مكان وجود الجنود الأتراك.
وقال أكار، خلال اجتماع عسكري، إن الهجوم على القوات التركية نُفذ على الرغم من التنسيق مع روسيا، و”إبلاغها بمواقع وحداتنا”.
وأضاف أنه لم تكن مع القوات التركية خلال الهجوم أي مجموعات مسلحة أخرى، مؤكدًا أنه “رغم تحذيرنا بعد استهداف قواتنا لأول مرة، تواصل الهجوم وطال أيضًا سيارات الإسعاف”.
وفي 5 من آذار الحالي، توصل الرئيسان، التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في إدلب، وتسيير دوريات مستركة على طريق حلب- اللاذقية (M4)، وتقاسم الإشراف على جانبيه.
نقلا عن عنب بلدي