علقت صحيفة “واشنطن بوست” على تصريحات دونالد ترامب بأنه يخطط لإعادة الحياة إلى طبيعتها في أمريكا منتصف الشهر المقبل بأنها تفكير متهور.
وجاء في افتتاحيتها أن سفينة السياحة دايموند برنسيس عادت من اليابان في 3 شباط (فبراير) ولكنها توقفت قبل عودتها ست مرات وفي ثلاث دول. وغادرها مسافر في هونغ كونغ وتظهر عليه أعراض المرض وتم التأكد من إصابته بفحصه بعد وصوله إلى الأرض.
وقامت السلطات اليابانية بفحص 3711 من المسافرين والطاقم واكتشفوا أن 721 مسافرا كانت نتائجهم إيجابية، منهم 331 كانوا يعانون من الأعراض أو بدون أعراض في وقت الفحص. وتم تضمين النتائج في تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض ومنعها، نشر يوم الإثنين، ويشير بشكل مهم إلى تحديات إدارة الرد على الوباء. فعندما يسكن الفيروس في الجهاز التنفسي العلوي قد لا تظهر الأعراض على الأشخاص، وربما نقلوه للآخرين.
حقيقة أن الكثير من الأشخاص يحملون مرض فيروس كورونا ولا يشعرون بالأعراض يجب أن تعطي مساحة للتفكير في الأشهر المقبلة
وأظهرت دراسة أولية في الصين أجريت على أشخاص جاءوا إلى شونغكينغ من ووهان أن نسبة 18% منهم بدون أعراض ومن ضمنهم أطفال وكبار في العمر. وهذا أمر لا يختلف عن الحالات التي نراها في الإنفلونزا، المرض المتوطن الذي يعود مرة بعد الأخرى، إلا أن فيروس كورونا أشد فتكا.
وحقيقة أن الكثير من الأشخاص يحملون مرض فيروس كورونا ولا يشعرون بالأعراض يجب أن تعطي مساحة للتفكير في الأشهر المقبلة. وأعلن الرئيس دونالد ترامب أن الناس “سيعودون إلى العمل” في الوقت الذي يرغبه لإعادة تشغيل الاقتصاد الأمريكي. وقال إن هذا سيحدث قريبا مع التزام الناس بالاحتياطات مثل التباعد الاجتماعي. وقال: “نستطيع عمل الأمرين معا”. ولكن ماذا لو كان هناك عامل أو زميل في المكتب يحمل الفيروس ولا تظهر عليه الأعراض ويقوم بنشره؟ وماذا لو كانت العودة إلى العمل سببا في انفجار حالات واسعة؟ وكيف يمكن للناس التأكد أن أي شخص يستخدم ثلاجة الماء لم يصب أو تعافى من الإصابة؟
ومن هنا تعلق الصحيفة أن العودة إلى العمل قريبا هو قرار متهور. فهناك حاجة لوقت من أجل كسر سلسلة نقل الفيروس. والعودة في وقت ما إلى العمل ضرورية إن لم تكن محتومة. وحتى يتم التوصل إلى لقاح أو علاج تم فحصه وتصنيعه فالعودة إلى الحياة الطبيعية ستظل مشكلة اجتماعية واقتصادية وسياسية معلقة. ويجب التخطيط الآن حيث يتوفر الوقت. وهناك ضرورة لزيادة حالات الفحص. ويجب تخفيف مشكلة نقص الأسرة في المستشفيات، وهناك حاجة لأجهزة التنفس والأقنعة الواقية.
والأزمة الحالية اليوم هي لفت انتباه البيت الأبيض لقوة المهام الخاصة لمواجهة فيروس كورونا. ويجب على ترامب تعيين شخص خبير ومجرب وبسلطة لكي يخطط للمرحلة المقبلة التي ستقودنا إلى عام 2021 على الأقل. ولا يمكن بدء المرحلة المقبلة في الأسبوعين القادمين كما يعلل ترامب نفسه. وحتى لو بقينا في وضعنا الحالي لمدة أطول كما فعلت الصين، فبدون تحضير للمرحلة المقبلة فإن الفيروس سيعود هادرا بقوة.
نقلا عن القدس العربي