قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنه تم استخدام “ذخائر عنقودية محرّمة دوليا” في القصف الجوي من قبل روسيا والجيش النظامي في سوريا، وذلك في “14 هجمة على الأقل” في خمس محافظات منذ 26 كانون الثاني 2016, ما أدى لمقتل 37 مدنيا، بينهم 6 نساء و9 أطفال، وجرح العشرات.
وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نديم حوري إن “أي حل للأزمة السورية يحتاج إلى معالجة الهجمات العشوائية المستمرة. قد يكون التزام روسيا وسوريا بوقف استخدام القنابل العنقودية بداية جيدة“.
وأضاف حوري “سواء أسقطت روسيا هذه الذخائر العنقودية أم لم تسقطها، هي تعمل بالاشتراك مع النظام السوري، ولذلك فعليها مسؤولية التأكد من أن العمليات الروسية السورية لا تستخدم الأسلحة العشوائية”, مؤكدا أنه “على روسيا ضمان عدم استخدام الذخائر العنقودية مطلقا مرة أخرى في سوريا، سواء كانت هي المستخدم أو القوات السورية“.
وبحسب “رايتس ووتش” فإن استخدام الذخائر العنقودية ارتفع في العمل العسكري الروسي – السوري المكثف لفرض السيطرة على مناطق استراتيجية رئيسية في محافظات حلب ودمشق وإدلب وحمص وحماة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تسببت الهجمات الأخيرة التي شنها النظام في حلب بريفيها الشمالي والشرقي بفرار آلاف االأشخاص باتجاه الحدود التركية، كما أدت إلى تعليق محادثات جنيف 3 بين وفدي المعارضة والنظام.
وأوضحت المنظمة إن “العدد الحقيقي لهجمات الذخائر العنقودية يُرجّح أن يكون أكبر”, موثقة استخدام 4 أنواع من الذخائر العنقودية منذ 24 كانون الثاني.
وقالت المنظمة إن بعض الهجمات بالذخائر العنقودية وقعت في الأسابيع الأخيرة شمال محافظة حلب ، بالقرب من بلدتي نبل والزهراء، حيث حاول النظام والقوات الموالية له فك الحصار المفروض من قبل فصائل معارضة مسلحة, إضافة لشن هجمات بالذخائر نفسها في منطقتي عندان التي تبعد 7 كم عن الزهراء, وكفر لاها قرب مدينة حمص.
وأشارت المنظمة الى أنه على “مجموعة دعم سوريا الدولية” ,المتكونة من17 دولة و3 منظمات, والتي من المقرر أن تجتمع في 11 شباط الحالي أن تضع حماية المدنيين ووقف الهجمات العشوائية، بما في ذلك الذخائر العنقودية، على رأس أولوياتها”.
وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنها وثقت مالا يقل عن 20 هجمة بالذاخائر العنقودية نفذها النظام مدعوما بالطيران الروسي, بالفترة ما بين 30 أيلول, منذ بدء روسيا بشن هجماتها في سوريا, وحتى 14 كانون الأول الماضي, وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 35 مدنيا
فيما نفت موسكو ذلك مشيرة الى أن الطيران الروسي لا يستخدم الذخائر العنقودية في سوريا, وأنه لا توجد مثل هذه الأسلحة في القاعدة الجوية الروسية بسوريا، كما أصدرت السلطات في وقت سابق بيانا مفاده أن الجيش النظامي “لا ولن يستخدم أسلحة عشوائية”.
يذكر أن الذخائر العنقودية تُطلَق من الأرض بواسطة المدفعية أو الصواريخ، أو تُسقَط من الطائرات وتحتوي على عدة ذخائر أصغر حجما. وحظرت 118 دولة الذخائر العنقودية لأنها تسبب ضررا كبيرا وقت الهجوم، ولأن الذخائر الصغيرة غالبا لا تنفجر وتهدد المدنيين والعسكريين على حد سواء، حتى يتّم تطهيرها وتدميرها.
سيريانيوز