دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المملكة الأردنية إلى زيادة إتاحة تعليم الأطفال السوريين الموجودين على أراضيها.
وقالت المنظمة في تقرير لها اليوم، الثلاثاء 16 آب، إن “أكثر من ثلث الأطفال السوريين في سن التعليم المسجلين لدى مفوضية اللاجئين في الأردن لم يتلقوا أي تعليم رسمي في السنة الدراسية الماضية”.
ويبلغ عدد الأطفال السوريين المسجلين في المفوضية بالأردن نحو 226 ألف طفل، 80 ألف منهم لا يتلقون التعليم.
التقرير جاء في 97 صفحة، وحمل عنوان “نخاف على مستقبلهم: حواجز تعليم الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن”، وشرح المعوقات التي تعترض تعليم السوريين.
ومن المعوقات الطلب من اللاجئين السوريين، تقديم “وثائق الخدمة الصادرة عن وزارة الداخلية، من أجل الالتحاق بالمدارس الحكومية، إلا أن اللاجئين الذين غادروا المخيمات بصفة غير رسمية دون كفالة قريب أردني لهم فوق 35 عامًا، لا يحق لهم الحصول على هذه الوثائق”.
كما أن الحصول على هذه الوثائق يحتاج إلى شهادات ميلاد، لكن 30% أو أكثر من الأطفال السوريين الموجودين في الأردن ليس لديهم شهادات بحسب الأمم المتحدة.
ومن المعوقات أيضًا الفقر لدى عائلات الطلاب، فإن 86% من اللاجئين السوريين يعانون من الفقر، ما يسهم بزيادة عمل الأطفال لمساعدة العائلة التي لا تقوى على سداد تكاليف المواصلات الخاصة بالمدارس، بحسب المنظمة.
كما يسهم العنف في المدارس بتسرب الطلاب السوريين، فقد قدرت منظمة اليونيسف أن ” 1600 طفل سوري يتركون المدارس كل عام بسبب مضايقات الأطفال الآخرين لهم”.
المنظمة أوضحت أن للفتيات عقبات تعترض تعليمهن، فالآباء يخشون على سلامتهن في طريقهم إلى المدارس وخاصة من هم في مراحل متقدمة من العمر، مشيرًة إلى أن زواج الأطفال ارتفع في الأردن من 12% إلى 32% من بين زيجات السوريين المسجلة منذ 2011.
وحذر كبير باحثي حقوق الأطفال في المنظمة، بيل فان إيسفيلد، من “جيل ضائع من الأطفال والشباب السوريين، ووصف الوضع بأنه كارثة تتشكل ببطء على حقوق الإنسان وعلى مستقبل المنطقة”.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن 657 ألف لاجئ، حتى نهاية حزيران الماضي، وفقًا لإحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، التابعة للأمم المتحدة، والتي أعلنتها، في 7 تموز الماضي.
وكان ملك الأردن، عبد الله الثاني، قال، قبل يومين، إن بلاده “بلغت حدودها القصوى في تحمل أزمة اللاجئين السوريين”، مشيرًا إلى أن “المملكة تقدم ما في وسعها لمساعدتهم لكن ليس على حساب لقمة عيش بنات وأبناء الشعب”.
عنب بلدي