لم تكن معارضة الخارج ذات أهمية يوماً في حياة السوري الذي ذاق ويلات الحرب على مدار السنوات الخمس الماضية، في بداية الأزمة كان السوري فرحاً بوجود هيئة معارضة تمثله وتوصل صوته ومعاناته إلى دول العالم، لكن بعد تلك السنوات سُميّ معارض الخارج بـ”معارضة الفنادق”.
متجاهلاً جرائم الأسد ومساعيه الدائمة لإفشال أي حل سياسي لإنهاء الأزمة السورية وإيقاف شلال الدم السوري، يقف “هيثم مناع” رئيس مجلس سورية الديمقراطية والذي يطلق على نفسه لقب “معارض” وراء الأمين العام للأمم المتحدة ليقدم نفسه على أنه الجهة التي لا ترى بالأسد حاكماً ظالماً وديكتاتورياً قاتلاً لأكثر من نصف مليون سوري.
“مناع” الذي رحب بقرار مجلس الأمن رقم (2254) والذي يتضمن إبقاء الأسد في حكمه لعامين إضافيين، ليستمر الأخير في قتل المزيد من شعبه بعد أن هجر أكثر من نصف عددهم، ويدق المسامير الأخيرة في حقوق الشعب السوري، وتوجه بالشكر لوزير الخارجية الروسي “فلاديمير بوتين” ونظيره الأمريكي “جون ماكين” على إصدار مثل هذا القرار الذي رأى فيه خارطة طريق “سلام” جديدة للبلاد.
فلم ير مناع معاناة السوري في الهرب من الطائرات الروسية منذ أكثر من ثلاثة أشهر والتي قتلت أكثر من 2.700 مدني في شمال البلاد وغربها، لتحول أجسادهم إلى أشلاء، ومنازلهم إلى ركام، فبحسب “السورية نت” عرّض مناع في رسالته للمجاهدين على الأرض الذين يحمون حياة مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في سورية، كما بدا واضحاً تشويهه لصورة المعارضة السياسية التي اجتمعت في مؤتمر الرياض يومي 9 و10 من الشهر الماضي، ابتداء من حديثه عن ارتباطها بـ”جبهة النصرة” ومروراً بقدرتها الضعيفة على الأرض.
ولم يتوقف مناع عن المديح بالتدخل الروسي والأجنبي في سوريا، بل وتغنى بجرائم عناصره وأساليبهم القمعية معتبراً أن قوات “سورية الديمقراطية” هي الجناح العسكري لمجلس سورية الديمقراطية، هذه القوة التي قتلت في قرية “تنب” بريف حلب لوحدها 20 شخصاً بينهم نساء وأطفال، ونسيت حصار النظام لمدن وقرى ريف حلب.
استغل مناع أحداث مدينة “كوباني” وقيامه بطرد عناصر التنظيم منها بعد اشتباكات عنيفة استمرت أسابيع تلقت خلالها القوات الكردية دعماً من الولايات المتحدة ليعلن بعدها أن قواته تحارب الإرهاب، متناسياً جهود الفصائل الثورية والمعارضة التي قاتلت النظام وتنظيم الدولة.
وأشار مناع في رسالته بأن القوى المسيطرة على الأرض السورية هي لقوات “سوريا الديمقراطية” التي تسيطر على 16% من الأراضي السورية، في حين أن حركة أحرار الشام وجيش الإسلام لا يملكون سوى مساحات جغرافية من الأرض السورية وقال في رسالته تلك ” إن مجموع ما تسيطر عليه كل الجماعات العسكرية التي حضرت في مؤتمر الرياض يعادل 5 بالمئة من الأراضي السورية، وكيف يمكن التفاوض على وقف إطلاق النار في غياب قواتنا التي تسيطر على 16 بالمئة من الأراضي السورية”.
ورغم قساوة الظروف ومرارة الحياة ، تبقى كلمة السوري طي النسيان، لا يذكرها أحد إلا عند طلب الدعم المادي، في حين يعيش السوري أصعب ظروف الحياة مجبراً على الهجرة خارج موطنه علّه يجد موطناً جديداً لا مكان للصوص وتجار الأزمات فيها.
سائر الإدلبي.
المركز الصحفي السوري