رأى الكاتب الصحفي علي الأمين أن هناك عدة أطراف لها مصلحة في اغتيال مصطفى بدر الدين قائد وحدات حزب الله العسكرية في سوريا في انفجار قرب دمشق.
وأضاف في حلقة (13/5/2016) من برنامج “حديث الثورة” التي ناقشت مدى قدرة حلفاء النظام السوري على الاستمرار في دعمه في ظل استمرار نزيف الخسائر البشرية، أن الملفت في الموضوع أن حزب الله أشار في بيانه الأول حول الحادثة إلى إسرائيل، لكنه أشار في بيانه الثاني إلى أنه سيجري تحقيقات لتحديد الجهة التي تقف وراء اغتيال بدر الدين.
وقال إن حزب الله لو اتهم إسرائيل باغتيال بدر الدين فإنه سيكون مضطرا للرد عليها، وذلك سيوقعه في حرج بسبب تنسيقه مع روسيا، وانخراطه في الحرب الدائرة في سوريا.
وأشار الأمين إلى إن اغتيال بدر الدين يعيد التذكير باغتيال القيادي في حزب الله عماد مغنية، حيث إن هناك تقاطعات استخباراتية، مشددا على ضرورة عدم تغييب عنصر النظام السوري في عملية الاغتيال، حيث إنه يقدم خدمات لمحاور دولية تستطيع حمايته.
وعما إذا كانت خسائر حزب الله ستضطره للانسحاب من القتال في سوريا بسبب توالي خسائره، خاصة في صفوف قيادييه، قال الأمين إن “حزب الله غرق في الرمال السورية المتحركة ولم يعد يستطيع الخروج رغم علمه بأن انتصاره مستحيل”.
معركة طائفية
من جهته، استبعد الباحث الإيراني المتخصص في القضايا الإقليمية حسن أحمديان فرضية أن يكون اغتيال بدر الدين تم بتنسيق روسي إسرائيلي، حيث إن هناك تعاونا بين حزب الله وروسيا في سوريا، “وروسيا لن تضحي بهذا التعاون”.
كما استبعد أن يؤدي توالي خسائر إيران في سوريا لتغيير إستراتيجيتها في سوريا، مشيرا إلى أن إيران كانت مضطرة للتدخل في سوريا بسبب استهداف سوريا من قبل التنظيمات الإرهابية، حسب قوله.
بدوره، قال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري عبد الناصر العايد إن اغتيال بدر الدين له خصوصية باعتبار أن هذا الشخص متهم بجرائم عابرة للحدود، مشيرا إلى أن حزب الله استبعد اتهام إسرائيل بالحادثة لأنه لا يريد مواجهة معها.
ورأى أن خسائر إيران وحزب الله في سوريا لن تؤثر على سياستهما في هذا البلد، لأنهما يخوضان في سوريا معركة طائفية تتم التعبئة لها عقائديا.
التحركات الميدانية والتسوية
من جانب آخر، ناقش البرنامج خريطة التحركات الميدانية في سوريا، ومدى تأثيرها في سعي القوى الكبرى لتثبيت وقف إطلاق النار تمهيدا لدفع مسار
التسوية السياسية.
وفي هذا الصدد، قال مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر إن اتفاق وقف إطلاق النار هو -في الأساس- اتفاق هش لا يستند إلى اتفاق أو تسوية سياسية، ولذلك لم يصمد.
ورأى أنه إذا انهار أي اتفاق هدنة يتم التوصل إليه في مفاوضات فيينا القادمة، فإن قوى إقليمية داعمة للمعارضة قد تلجأ لتسليح المعارضة بسلاح نووي في مواجهة الطرف الداعم للنظام لتغيير موازين القوى على الأرض.
ورأى أن هناك أزمة حلول في سوريا، وأن الكل ذاهب إلى هناك بخطة لحسم المعركة عسكريا وهذا لن يحدث.
أما أحمديان فقد شكك في أن يسمح اللاعبون الدوليون في الأزمة السورية للاعبين الإقليميين بإرسال أسلحة للمعارضة، مؤكدا أن ذلك سيكون حلولا صفرية لن تحسم الأزمة .
بدوره، رأى العايد أن المعادلة في سوريا ستتغير إذا وصلت مضادات طائرات للثوار، وعندها يمكن الحديث عن حل سياسي، الذي لا يمكن أن يتم مع وجود بشار الأسد في السلطة، ودعا الدول الإقليمية الداعمة للمعارضة إلى وضع خطة لنظام إقليمي لمواجهة ما سماه مشروع الهيمنة الإيراني الهادف إلى إشعال الفتنة والحرب بين الشيعة والسنة في المنطقة.
الجزيرة