في خطوة أرجعت الحديث عنها أنه لمكافحة التضخم الذي تشهده سوريا مؤخراً، نشرت جريدة الوطن السورية تقريراً قبل أيام تحدّثت فيه عن خيار حذف الصفر من العملة السورية.
الجريدة قالت نقلاً عن أخصائيين اقتصاديين أنّ خيار حذف الأصفار ليس سياسة اقتصادية بل إجراء تقني يعمل على تخفيض القيمة الإسمية للعملة ولا يؤثر على قيمتها الحقيقية، فالقيمة الحقيقية للعملة تعتمد على وضع البلد الاقتصادي والاستقرار السياسي وغيره.
كشف التقرير أنّ الاقتصاد السوري لم يتعاف بعد وسط ارتقاع مزمن بالأسعار وعدم استقرار في سعر الصرف فضلاً عن عدم الثقة بالقرارات الحكومية، وربط الاخصائيين نجاح عملية حذف الأصفار بالإصلاحات الحكومية الناجحة.
في سياق متصل، اعتبرت الباحثة الاقتصادية “رشا سيروب” في حديث مع الوطن أن خيار حذف الأصفار من العملة السورية لمعالجة التضخم خيار فاشل وغير ممكن حالياً، وذلك لارتفاع الأسعار المستمر وعدم استقرار سعر الصرف والإفراط في المعروض النقدي الناجم عن سياسة التمويل بالعجز.
واعتقدت سيروب أنّ هكذا قرار يعتبر مجازفةً خطيرة للاقتصاد وقد يؤدي إلى انتشار حالة من الذعر لدى المواطنين تدفعهم إلى التخلي عن الليرة السورية بطريقة لا يمكن السيطرة عليها من خلال التوجه إلى الملاذ الآمن كالذهب والعقارات والعملات الأجنبية.
ما حجم التضخم في سوريا؟
وصل التضخم في سوريا إلى معيار التضخم الجامح خلال الفترة بين عامي 2010 و 2020 وذلك بحسب دراسة لجمعية العلوم الاقتصاديةً، وبحسب الدراسة فإن نسبة التضخم في عام 2019 بلغت بالنسبة لعام 2010 ما مقداره 878.3 بالمئة.
ونسبة التضخم في عام 2020 بلغت بحسب تقرير للمكتب المركزي للإحصاء في سوريا صدر في أيار/مايو الجاري ما نسبته 163.1 بالمائة مقارنة بعام 2019، في حين بلغت نسبة التضخم السنوي للأغذية في نفس العام 169.5 بالمائة.
وتشهد الليرة السورية في الوقت الحالي انخفاضاً في قيمتها أمام العملات الأجنبية والذهب حيث بلغ سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم السبت بحسب موقع “الليرة اليوم” 3 آلاف و 930 ليرة سورية للدولار الواحد، في حين بلغ سعر غرام الذهب من عيار 21 في أسواق دمشق 206 آلاف ليرة سورية.
الجدير ذكره أنّ الحكومات تسعى لحذف الأصفار عن العملة الرسمية للدولة لوقف انخفاض قيمتها ومعالجة التضخم في الأسعار، وسبق أن أجرت عشرات الدول منها “تركيا وروسيا وإيران وأوكرانيا” عملية التخلص من الأصفار في عملتها.
إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع