أثار بيان حركة أحرار الشام الإسلامية التي أعلنت فيه انسحابها من “مؤتمر الرياض”، جدلا واسعا، لا سيما أن مصادر سعودية، ووسائل إعلام عالمية، قالت إن الحركة تراجعت عن الانسحاب، ووقعت على البيان الختامي.
الجدل ابتدأ عصر الخميس، حينما أصدرت “أحرار الشام” بيانا أعلنت فيه الانسحاب الرسمي من المؤتمر، بسبب مخرجات المؤتمر التي منحت تنسيقيات وشخصيات محسوبة على النظام، دورا أكبرا من الفصائل الإسلامية المعارضة، وفقا للبيان.
بالإضافة إلى عدم أخذ البيان الختامي للمؤتمر، ثوابت “أحرار الشام” الخمسة التي أعلنتها قبل مشاركتها في المؤتمر.
بعد عدة ساعات من بيان “الأحرار”، أكد الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أن أحرار الشام عدلت عن قرار الانسحاب.
وأضاف قائلا: “انتهت مسألة انسحاب أحرار الشام، ووقعوا مع إخوانهم على البيان الختامي”.
المهندس علي العمر “أبو عمار العمر”، نائب القائد العام لحركة “أحرار الشام”، رد على تغريدة خاشقجي بالنفي.
حيث قال: “حركة أحرار الشام لم تتراجع عن موقفها، ولم توقع على البيان الختامي؛ إذ لم نستطع تحقيق ما وعدنا به شعبنا وأمتنا من ثوابت”.
كلام العمر، أيده جل قيادات الصف الأول في الحركة، حيث نفى العديد منهم نفيا قاطعا بأن يكون وفد الحركة وقّع على البيان الختامي.
كما رد خالد أبو أنس أحد أبرز قياديي الحركة على أحد البنود التي وردت في البيان الختامي، وتنص على وجوب طرد المقاتلين الأجانب، بما فيهم المنخرطين في صفوف فصائل الثورة.
حيث قال في تغريدة منفصلة: “والله لا نسلم المهاجرين ولا نخذلهم، والله لن نبيع من باع روحه لنصرتنا، عهد قطعناه، ولن نتراجع عنه. أما من ولغ بدمائنا، فلا مكان له بالشام”.
وتابع قائلا: “ما كان للأحرار أن يكونوا عبيدا للبشر، لن تخطفهم المؤامرات، لن تفتنهم الأضواء، لن تغريهم المغريات، لن ترهبهم التلويحات، نكمل مشوارنا بما نقدر عليه”.
أمير الحركة السابق هاشم الشيخ “أبو جابر”، لم يتوقف عند تأكيد الانسحاب، فحسب، حيث انتقد بشدة الجهات التي قرّرت البقاء في المؤتمر.
وقال: “ذهبنا إلى مؤتمر الرياض، بضاعتنا قيم عبر عنها بياننا، فلما كان الثمن بخسا آثرنا القيم وتركنا السوق لمن لا قيم له”.
وأكمل قائلا: “لا تسلنا مع من جلستم، ولكن سلنا ماذا فعلتم في مؤتمر الرياض. الجواب: جلسنا ثم انسحبنا ولم نوقع”.
أحمد الشيخ “أبو عيسى”، القيادي البارز في الحركة، غرد قائلا: “لم ولن نتراجع عن قرار انسحاب من مؤتمر الرياض، إذ لم نستطع أن نحقق ما وعدنا به شعبنا المصابر، وقد بينا ذلك قبل دخولنا المؤتمر ببيان واضح صريح”.
وهو ما أكد عليه القيادي الآخر، الدكتور عبد الكريم الكردي، الذي قال: “عندما ذهب الأحرار لمؤتمر الرياض، حملوا دماء الشهداء أمانة، وعندما رأت أن البوصلة انحرفت لجانب خيانة الأمانة انسحبت من المؤتمر عزيزة”.
وبعد سويعات من تغريدات قادة “أحرار الشام”، نشرت وكالة “رويترز” للأنباء، خبرا أكدت فيه أن وفد “أحرار الشام”، وقّع على البيان الختامية لمؤتمر الرياض.
وبحسب “رويترز”، فإنها اطلعت على البيان الختامي للمؤتمر، الذي ظهر فيها توقيع مندوب “أحرار الشام”.
قناة “العربية” أيضا، نقلت على لسان نذير الحكيم، سفير الائتلاف السوري في تركيا، قوله إن “جميع القوى والشخصيات التي حضرت المؤتمر، وقّعت على البيان الختامي، بما فيها حركة أحرار الشام”.
“عربي21“، بدورها، تواصلت مع “خالد أبو أنس”، القيادي البارز في “أحرار الشام”؛ للاستفسار منه حول ما بثته “رويترز”، و”العربية”، وغيرهما.
حيث أجاب أبو أنس: “لا داع لإصدار بيان آخر ننفي فيه عدولنا عن الانسحاب، فتغريدات القادة تكفي”.
إلا أن الإعلامي السعودي جمال خاشقجي عاد للتأكيد على توقيع “أحرار الشام”، حيث قال: “الكلمة الأخيرة في مسألة توقيع أحرار الشام، أن ممثلها لبيب نحاس وقع البيان بعد تشاور مع قادة الحركة في الداخل”.
وهو ما أكده مواطنه الدبلوماسي نواف عبيد، الذي قال إن “لبيب النحاس، مدير العلاقات الخارجية في أحرار الشام، هو من وقّع على البيان الختامي”.
يشار إلى أن فصائل إسلامية أخرى أبرزها “جيش الإسلام”، شاركت في المؤتمر، إلا أنها لم توضح موقفها من البيان الختامي.
عربي21