يلملم أبو محمد غبار ما خلّفته المعارك أمام خيمته على أطراف كفرجنة بريف حلب الشمالي بعد يوم مرّت ساعاته كالسنوات وشبح الموت يحلق فوق سماء المنطقة.
أبو محمد مهجر من عندان إلى المنطقة يسكن مع أولاده وزوجته في منزل بسقف مؤقت قريباً من مخيم يضم أقل من مائة خيمة قرب كفرجنة التي ذاع صيتها مؤخراً لضراوة الاشتباكات فيها.
يقول أبو محمد “لم نعرف النوم خلال الأيام الفائتة ولم ترتاح أجسادنا المنهكة منذ أن انتقلت الاشتباكات إلى بلدة كفرجنة ومحيطها، كنا كلّما وضعنا رؤوسنا للنوم تعود أصوات الاشتباكات ويزداد القلق في قلوبنا خشية إصابة المنزل بقذيفة أو طلقة طائشة”
يكمل أبو محمد “بكاء الأطفال وصرخات الرعب الخارجة من حناجرهم أقوى وقعاً على قلبي من أزيز الرصاص، لا أدري ما ذنب هؤلاء الأطفال من تلك المعارك وصراعات الكبار”
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/460968595831900/?extid=WA-UNK-UNK-UNK-UNK_GK0T-GK1C&ref=sharing
سقطت قذيفة على مقربة من منزل أبو محمد أدت لإصابة أحد أولاده إصابة خفيفة، أما بقية أفراد المنزل فكانوا داخله ولم يصابوا بأذى نتيجة الانفجار.
بعد تلك القذيفة علمت عائلة أبو محمد أنهم ربما سيكونون ضحايا في ظل غوغائية المعارك ما دفعهم للنزوح مجدداً ويقول أبو محمد والحسرة تحتل ملامحه “هجرنا من أماكن هجرتنا ونزحنا حفاظاً على أرواحنا، رغم أن النزوح كان خطيراً إلا أنّ البقاء أخطر”
نزح أبو محمد وعائلته إلى راجو في الشمال الغربي لعفرين، وبعد الهدوء الذي شهدته المنطقة اليوم وسيطرة هيئة تحرير الشام على بلدة كفرجنة والنقاط المحيطة لم يأمن أبو محمد بالعودة وقال سأنتظر قليلاً فالمنطقة لم تهدأ بعد، وتساءل هل يا ترى من قصفنا نفسه من ادّعى نصرتنا وحمايتنا ؟
يذكر أنّ الكثير من الضحايا المدنيين سقطوا نتيجة الاشتباكات الدائرة في ريف حلب الشمالي، وقال فريق منسقو استجابة سوريا اليوم الثلاثاء 18 تشرين الأول/أكتوبر أنّ حصيلة الضحايا 8 قتلى و 47 جريحًا معظمهم من النّساء والأطفال.