على وقع السياسة والحصار الخانق والرصاص وقصف الطائرات السورية والحليفة، لا خاسر أكبر من الأمهات السوريات أياً كان الطرف الذي يقفن معه، هن وحدهن من يدفعن فاتورة حرب دامية أتت أوكلها في سوريا من دماء ودموع وحسرات وحتى تضحيات، ليغدو قلبهن نارا على نار.
وحدها الأم السورية حين يصرخ ابنها بالآه تبكي الدماء، فطالما كان دورها من أعظم الأدوار فهي الشهيدة وأم الشهيد وزوجة الشهيد، ناهيك عن تعرضها للاعتقال والمعاناة والخطف الذي جعل صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي حافلة بوجع مضاعف لدورهن.
يمر عيد الأم على السوريات وهن بين أسيرة أو ضحية أو مهاجرة ومنهن من يحول الحصار الخانق بينها وبين أبنائها كحال “أم أحمد” السيدة الأربعينية من الغوطة الشرقية والتي لا تستطيع الخروج إليهم ولا هم يستطيعون الدخول إليها ولدى التواصل معها عبر موقع “فيس بوك” كشفت عن وجع يحفر في القلب بعيداً قائلةً “لم يبق للفرح في قلبي مكان وها أنا وحيدة في منزل مهترئ أمضي الليال الطوال بأناة عانقت السماء متحسرة على أبنائي المهجرين قسراً.. آه مع استمرار النظام في عنفه ضد شعبه، يصعب علي تخيل لحظات قادمة قد تعيدهم يوماً لأحضاني”.
الأم تتذكر ابنها الغائب عنها منذ سنيين على اختلاف الانتماءات السياسية والدينية، فحزن الأمهات هو نفسه، هي رحمة الله في أرضه وعطائه الذي لا ينضب، نبض الحنان وحضن دافئ للملايين وفي يوم عيدها يفرح الكبير قبل الصغير
أما في سوريا فهناك سؤال يطرح نفسه على الدوام، هل في سوريا “عيد للأم” بعد أن فجر النظام دموع آلاف الأمهات السوريات وقطع أوصالهن وزاد همومهن وأثقلها بالحزن العميق؟!
يكفينا اليوم أن نوجه رسائل للأم السورية عبر مواقع التواصل الاجتماعي رثاء أو عزاء كون تلك الرسائل أصبحت أكثر ارتباطاً بالذاكرة، وبات الفرح بعيداً كل البعد عن قلوبهن التي لم تعد تتسع لمزيد من الأوجاع، ناهيك عن أن هذا العام يطل حزيناً على الأمهات النازحات من سوريا اللواتي وجدن أنفسهن بعيداً عن الأحبة والمنازل في تجمعات النزوح.
لم يعد عيد الأم الموافق 21/ مارس بمثابة عطلة رسمية بعد أن حولت الحرب آلاف الأمهات إلى شهيدات ومعتقلات ونازحات بل بات من واجب العالم أجمع الاحتفال بذاك اليوم بصمت عالمي فهناك ألاف السوريين ممن فقدن أمهاتهن”.
نعود لمواصلة الحديث مع “أم أحمد” بكلمات العاجز عن مسح دموع الألم راجين من الله أن تعود الفرحة من جديد لقلوب ألاف الأمهات السوريات مع طلب الدعاء المستمر من أفواههن المباركة”.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد