بعد إقدام روسيا والنظام على اقتحام مناطق في ريف حماة الغربي وتهجير نحو 400 ألف مدني وقتل 600 بينهم عشرات الأطفال والنساء وتدمير نحو 20 مركزا صحيا ومشفى، لابد أن تركيا تفكر بجدية في الانسحاب من اتفاقاتها مع روسيا بشأن سوريا .
كل من يشاهد ما يحدث بريفي حماة و إدلب من مجازر يرتكبها الروس وميليشيات النظام، تزامنا مع صمت العالم برمته وترك آلة القتل تفتك بأجساد أطفال الشمال السوري، يعلم أن الأوضاع تتجه إلى إحدى مسارين الأول اتفاق لوقف التصعيد وانسحاب روسيا والنظام من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرا في غرب حماة أو المسار الثاني وهو تواصل المعارك بين الثوار والنظام على كافة الجبهات بل وازديادها مع انهيار اتفاقات أستانا وسوتشي التي وقعت بين روسيا وتركيا خلال الأشهر الماضية .
ربما الأكثرية يرجحون المسار الثاني، وهو سقوط اتفاقات أستانا وسوتشي وذلك لخرق روسيا تلك الاتفاقات بشكل كبير واستهداف نقاط المراقبة التركية بشكل صارخ من قبل ميليشيات النظام وقواته في حماة، فضلا عن الضغط الذي تتعرض له تركيا من السوريين ومشاهد القتل والدمار .
انهيار سوتشي و أستانا لايحتاج الكثير، فقد دفع السوريون أجسادهم ودماءهم فاتورة لإنهاء تلك الاتفاقات التي يعلمها السوريون أنها باطلة ومزيفة وخاصة أن روسيا و إيران طرف في تلك الاتفاقات .
الأمر الأكثر أهمية و هو تقارب أمريكي تركي متعلق بصفقات منظومة صواريخ S400 الروسية والتي لم تتم حتى اللحظة بين الروس والأتراك، فضلا عن عدم التزام الروس باتفاقاتها مع تركيا بشأن الشمال السوري، وهذا يقود الولايات المتحدة لمد يدها من جديد لتركيا والمعارضة في الشمال السوري ودعم بعض الفصائل .
الأمم المتحدة في ظاهرها اكتفت بالقلق كعادتها وبعض النصائح لروسيا وضبط النفس، لكن الباطن يقول أن الولايات المتحدة والدول الاوربية ليست راضية على ممارسات روسيا وقتلها للمدنيين في إدلب وحماة وحلب وهذا يضفي شرعية لتركيا و أمريكا بالوقوف من جديد بوجه النظام و استئناف دعم المعارضة بالأسلحة .
يرى البعض أن تركيا لن تنتظر طويلا حتى ينفذ صبرها وتسقط اتفاقات أستانا وسوتشي وربما وسيكون هناك سيناريو جديد في إدلب وحماة، وستندم روسيا على خرقها لهذا الاتفاق .
ويبقى السؤال هل ستشتعل حربا موسعة في الشمال السوري وينتقل عناصر درع الفرات وغصن الزيتون إلى حماة لمواجهة النظام؟؟؟ أم أن الروس سيفهمون في اللحظات الأخيرة خطورة ما أقدموا عليه غرب حماة ؟؟؟.
المركز الصحفي السوري _خاطر محمود