الرئيس باراك أوباما يفاجئ الدول العربية بأطروحاته حول الأزمة السورية، فبعد تصريحات وزير خارجيّته المخضرم جون كيري حول الحوار مع النظام السوري من أجل التوصل إلى حل للأزمة التي تراوح مكانها منذ خمسة أعوام، يطلب الرئيس الأميركي في حوار مع “نيويورك تايمز” من الدول العربية القيام بعمل عسكري ضد النظام السوري.
تعكس تلك التصريحات مرحلة متأخرة في تقييم الأزمة السورية ومخاطرها لدى الإدارة الأميركية، التي لم تستطع أن تصل إلى قاعدة قوية يمكن الاستناد لها من أجل فرض حل وشكل سياسي متماسك وقوي للأزمة التي تتخذ كل يوم شكلاً معقداً في سورية.. فواشنطن أسهمت بشكل كبير من خلال سياسات اتسمت بالارتباك في وصول الأزمة السورية إلى ما هي عليه الآن، فقد رفضت منذ البداية أي حلول عسكرية ضد النظام، ثم رفضت تسليح المعارضة، ثم وافقت على تسليح المعارضة بشكل محدود، ثم قالت إنها ستضرب النظام إذا استخدم السلاح الكيماوي.. ولم تقم بشيء. تلك الخطوات المترددة أضعفت شكل وموقف المعارضة السورية “الائتلاف” وواشنطن على حد سواء من الأزمة التي يعيشها الشعب السوري أو الأزمات التي يعيشها ويتعرض لها الشرق الأوسط بشكل عام، ومكّنت الارتياب منها في نفوس حلفائها الذين لا يخفون انزعاجهم من ضبابية السياسة الخارجية الأميركية، التي تذهب في اتجاه آخر يتضاد مع السياسات العربية المطروحة، لا سيما تجاه إيران التي توصلت ل”اتفاق إطار” مع القوى الكبرى مؤخراً.
تقف “داعش” اليوم على بعد كيلو مترات من وسط العاصمة دمشق، إذ سيطرت مؤخراً على مخيم اليرموك الذي يقطنه اللاجئون الفلسطينيون. والنظام السوري يريد من خلال تمكين هذا التنظيم الاقتراب من العاصمة بهذا الشكل أن يؤكد على خطورة الوضع، وأن لابد من الحوار والتفاهم معه، لكيلا تسقط العاصمة في يد المتطرفين، وهو بذلك يمسك بهراوة “داعش”، وكأنه يقول إما أنا أو التكفيريون، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة، وفي تلك الحالة ستعود واشنطن لتقول إن التفاوض مع النظام السوري – كما قال جون كيري – أفضل من التفاوض مع الإرهابيين.
يدرك الرئيس أوباما أن مفاتيح حل الأزمة بيد موسكو التي بلغت جرأتها حداً بأن احتلت جزءاً من أوكرانيا أمام أعين الناتو، واستطاعت فرض “مبادرة جنيف” كحل سياسي وحيد على الطاولة لإنهاء الأزمة السورية، في الوقت نفسه أنقذت نظام الأسد وأوباما عندما رمت ورقة نزع السلاح الكيماوي.
يطرح طلب الرئيس الأميركي من الدول العربية التدخل عسكرياً في الأزمة السورية تساؤلات حول الدور الأميركي في هذه الأزمة.. فهل تخلت إدارة أوباما عن الملف السوري؟
تعكس تلك التصريحات مرحلة متأخرة في تقييم الأزمة السورية ومخاطرها لدى الإدارة الأميركية، التي لم تستطع أن تصل إلى قاعدة قوية يمكن الاستناد لها من أجل فرض حل وشكل سياسي متماسك وقوي للأزمة التي تتخذ كل يوم شكلاً معقداً في سورية.. فواشنطن أسهمت بشكل كبير من خلال سياسات اتسمت بالارتباك في وصول الأزمة السورية إلى ما هي عليه الآن، فقد رفضت منذ البداية أي حلول عسكرية ضد النظام، ثم رفضت تسليح المعارضة، ثم وافقت على تسليح المعارضة بشكل محدود، ثم قالت إنها ستضرب النظام إذا استخدم السلاح الكيماوي.. ولم تقم بشيء. تلك الخطوات المترددة أضعفت شكل وموقف المعارضة السورية “الائتلاف” وواشنطن على حد سواء من الأزمة التي يعيشها الشعب السوري أو الأزمات التي يعيشها ويتعرض لها الشرق الأوسط بشكل عام، ومكّنت الارتياب منها في نفوس حلفائها الذين لا يخفون انزعاجهم من ضبابية السياسة الخارجية الأميركية، التي تذهب في اتجاه آخر يتضاد مع السياسات العربية المطروحة، لا سيما تجاه إيران التي توصلت ل”اتفاق إطار” مع القوى الكبرى مؤخراً.
تقف “داعش” اليوم على بعد كيلو مترات من وسط العاصمة دمشق، إذ سيطرت مؤخراً على مخيم اليرموك الذي يقطنه اللاجئون الفلسطينيون. والنظام السوري يريد من خلال تمكين هذا التنظيم الاقتراب من العاصمة بهذا الشكل أن يؤكد على خطورة الوضع، وأن لابد من الحوار والتفاهم معه، لكيلا تسقط العاصمة في يد المتطرفين، وهو بذلك يمسك بهراوة “داعش”، وكأنه يقول إما أنا أو التكفيريون، والحقيقة أنهما وجهان لعملة واحدة، وفي تلك الحالة ستعود واشنطن لتقول إن التفاوض مع النظام السوري – كما قال جون كيري – أفضل من التفاوض مع الإرهابيين.
يدرك الرئيس أوباما أن مفاتيح حل الأزمة بيد موسكو التي بلغت جرأتها حداً بأن احتلت جزءاً من أوكرانيا أمام أعين الناتو، واستطاعت فرض “مبادرة جنيف” كحل سياسي وحيد على الطاولة لإنهاء الأزمة السورية، في الوقت نفسه أنقذت نظام الأسد وأوباما عندما رمت ورقة نزع السلاح الكيماوي.
يطرح طلب الرئيس الأميركي من الدول العربية التدخل عسكرياً في الأزمة السورية تساؤلات حول الدور الأميركي في هذه الأزمة.. فهل تخلت إدارة أوباما عن الملف السوري؟
أيمن الحماد – الرياض