صحيفة الحياة اللندنية
تحدث الكاتب عن التعقيد الذي تمر به الأزمة السورية، ومستوى التوتر الذي تنتجه في عالم العلاقات الدولية، يطرح تساؤلاً عما إذا كان ذلك سيدفع الأمور إلى حد اندلاع حرب عالمية كبرى كنتيجة، أو ربما مآل نهائي، لحالة التزخيم التي تشهدها نواة هذا الصراع، سورية، والاستنفار الحاصل على حوافها الإقليمية، وما تنتجه من تعقيدات على مستوى العلاقات بين الفاعلين الكبار والذي بدأ يتمظهر على أزمات، إما أنها تبدو رديفة للأزمة السورية، كحالة أوكرانيا، أو صدى لها، مثل أزمة اليمن، ولفت دحمان إلى أن الأزمة السورية، وحتى تاريخها هذا، لم تصل إلى تلك اللحظة لأسباب عدة، منها أن التوازنات التي تقيمها الأطراف ما زالت صامدة، كما أن الأهداف التي يتحرك ضمنها أطراف اللعبة تبدو في نظرهم على الطريق الصحيح، موضحا أن أميركا لاتزال ترى في الأزمة فرصة استنزافية جيدة لخصومها الدوليين والإقليميين، ولا تزال روسيا وإيران تعتقدان أن الأزمة تهيئ لهما ساحة لإثبات حضورهما وللمشاغبة على نظام دولي لا يملكان الكثير من الأوراق للتأثير عليه أو على ما يعتبرانه قواعد ظالمة ينطوي عليها ولا يتم تطبيقها إلا على الساحة السورية، والأثمان التي تدفعانها حتى اللحظة لا تزال بنظرهما تتساوى وهذا النمط من الحراك الدولي، ورأى دحمان أن الخطر الأكثر وضوحاً وإمكانية للتفجر حتى اللحظة، هو درجة التدمير الحاصلة في بنى النظم الإقليمية، باعتبارها نظماً فرعية للنظام الدولي، من النظام العربي إلى النظام الشرق أوسطي، والنظامين الأوروبي والآسيوي، مبينا أن هذا التدمير حصل نتيجة الأزمات القائمة في قلب هذه النظم، ونتيجة تحولها إلى جدران لامتصاص حدة الصراع الدولي، من غير وجود آليات لضبط النزاعات داخل تلك الأطر، ولعل الحالات التركية – الإيرانية، والروسية – الأوكرانية، والكورية- الكورية، هي الأكثر وضوحاً، وهي في مجملها تعبيرات حادة لحالة الاضطراب والصراع الدولي، وتملك قابلية للاستقطاب والتفجر في كل لحظة، وخلص دحمان إلى أن العالم، في السنتين الأخيرتين، استهلك كمية كبيرة من التشحيم بين مسننات حراكه، وليس ثمة في الأفق ما يدل على إمكانية ترميم الخراب الحاصل في آليات النظام الدولي، فهل تكون تجليات الحرب العالمية على شكل تصدعات إقليمية، أم أنها تتطور عند لحظة ما ويقع الصدام بين الكبار؟