نبدأ قراءتنا من صحيفة ” الغارديان ” البريطانية:
نشرت الصحيفة مقالاً تحليلياً لـ”مارتن تشولوف” عنوانه، “في سوريا، كل طرف يخوض معركته الخاصة”.
يقول الكاتب إنه “في معركة وزارة الدفاع الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، كان الأكراد دائما الخيار الأمثل، ففي شمال العراق، يمتاز الأكراد بأنهم : حليف يمكن الوثوق فيه وعدد قواتهم معروف، أما في سوريا، كان المقاتلون الأكراد هم الأكثر تدريبا وتحفيزا لخوض المعارك ونالوا الدعم الكامل من الجيش الأمريكي في معاركهم ضد تنظيم الدولة”.
وأوضح تشولوف قائلا إنه “حتى هذه اللحظة يبدو الأمر جيدا ولكن هناك مشكلة وحيدة وكبيرة هي: تركيا، فاعتماد واشنطن على أكثر الجماعات التي تشاطرها أنقرة العداء قد تؤدي إلى فشل أي ترتيبات لواشنطن إن لم تكن قد فشلت بالفعل بدخول تركيا المعركة الأسبوع الماضي”.
فبعد أن شاهدت أنقرة أمام أعينها المكاسب التي حققها الأكراد على حدودها طوال العام الماضي، قررت إرسال دباباتها عبر الحدود لمطاردة المقاتلين الأكراد الذين تتهمهم بأنهم يستخدمون دعم واشنطن لاكتساب أراض تمهد لإعلان دولة مستقلة لتحقيق الحلم الكردي.
ويرى الكاتب أنه بعد أسبوع من التدخل العسكري التركي في سوريا، بدا أن هناك حقيقة واضحة وهي أن كل طرف في سوريا يخوض معركته الخاصة، في أكبر ساحة قتال دموية في العالم، لتحقيق أهداف مختلفة لا تتوافق مع بعضها البتة.
ويقول تشولوف إن “دخول تركيا الحرب كشف تحولا كبيرا وسريعا في التحالفات لم يكن متوقعا في بداية الصراع، فقد تحولت خسائر الحكومة السورية إلى مكاسب بسبب التدخل العسكري لروسيا التي ضربت جماعات المعارضة في شمال سوريا وزحزحت الأكراد إلى مناطق جديدة”.
نطالع في صحيفة ” نيويورك تايمز”: ” في حرب سوريا عدو عدوي ليس صديقي”
نشرت الصحيفة تقريراً قالت فيه، قالت إن سعد الدين سماع أحد مقاتلي قوات المعارضة السورية، وهو رائد سابق في الجيش السوري، كان يعتقد أنه قد وجد ضالته أخيرا في مجموعة بدعم دولي قوي تستعد لشن هجوم ضد اثنين من ألدّ أعدائه، الحكومة السورية وتنظيم “الدولة”، في إشارة إلى الأكراد.
ولكن في غضون أيام، بعد أن عبرت الحدود الدبابات التركية ووحدات من القوات الخاصة، بدعم من المقاتلات التركية والأمريكية، وجد “سماع” نفسه يحارب المليشيات الكردية التي تعد مثله تنظيم “الدولة”، وحكومة الرئيس بشار الأسد من خصومها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأتراك، الذين يمدون المقاتلين بالأسلحة والنقود، ويعطون الأوامر يعتبرون الأكراد عدوهم رقم واحد، والأكراد بدورهم يعتبرون تركيا عدوًا، وبينما تتقدم القوات التي تقودها تركيا تهاجم المليشيات الكردية.
ولفتت إلى أنه رغم الآمال الكبيرة التي علقها “سماع” وغيره من مقاتلي المعارضة السورية، على الهجوم الجديد، فقد أظهر مجددا كيف أن المقاتلين الذين يحاربون ضد تنظيم “الدولة”، والأسد -وكلاهما أهداف للهزيمة بموجب السياسة الأمريكية- لا يزالون يعتمدون على داعمين يشاركونهم أهدافهم جزئيا.
وارتأت “تايمز” أن معضلة “سماع” تلخص السبب في أن الهجوم الجديد يبدو مربكًا للمعارضة السورية التي تدعمها “سي آي إيه”، حيث يعطيهم دفعة معنوية وفرصة ليظهروا لمواطنيهم أنهم بوسعهم إنقاذهم، ويثبت للداعمين الخارجيين أنهم مثل الجماعات الكردية، يمكنهم أن يكونوا شريكا فعالا على الأرض ضد تنظيم “الدولة”.
غير أنه يضعهم أيضا في قلب أحدث تعقيدات ساحة معركة مختلطة بالفعل، يحاربون في صفوف قوات مدعومة من تركيا والولايات المتحدة وأعضاء حلف الناتو وحلفائهم المفترضين الذين يفترض أنهم متحدون في المعركة ضد الأسد وتنظيم “الدولة”، بينما تدعم المليشيات الكردية ووزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون)، حيث تعتبرهم أكثر حليف موثوق به ضد تنظيم “الدولة”.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن هذا الهجوم يأتي في وقت حرج ومتقلب لمجموعات المعارضة التي تسمي نفسها “الجيش السوري الحر”، وتضم العديد من المنشقين عن الجيش مثل “سماع”.
المركز الصحفي السوري _ صحف