عاش آلاف السوريين ولسنوات طوال تزامناً مع سنوات الثورة العجاف في الأراضي التركية منتشرين في مدن مختلفة، حيث كانت الظروف ملائمة للعيش بأمان وتضاعف أعدادهم مع تطور الأحداث والتصعيد الذي شهدته المدن السورية ولاسيما مناطق الشمال.
وبحسب تصريح المديرية العامة لإدارة الهجرة التركية بلغ عدد اللاجئين السوريين 957 ألف و454 لاجئاً في شباط/ فبراير عام 2017 .
اعتاد السوريون على كرم الحكومة التركية التي كانت وماتزال تمنح فرصة الزيارة للراغبين في قضاء إجازة العيد مع الأهل والأحباب، ليتم فيما بعد الإعلان عبر إدارة معبر باب الهوى الحدودي عن استقبال اللاجئين الراغبين بقضاء عطلة العيد في سوريا، فعاد آلاف السوريين إلى بلادهم مستعدين للاحتفال بعيد الفطر ومن بينهم شاهدنا الشاب “عمر” الذي كشف لنا عن فرحته قائلاَ “هذه زيارتي الأولى إلى سوريا منذ عامين مع تصعيد موجة القصف في إدلب لجأت إلى تركيا بصحبة زوجتي… و عند صدور قرار معبر باب الهوى بالسماح للراغبين بقضاء عطلة العيد في سوريا بالعبور و العودة من جديد، وجدتها فرصة مناسبة لزيارة من بقي من عائلتي، و ليتعرفوا على طفلي التي لم يسبق لهم رؤيته إلا من خلال الصور عبر “الوتس آب” ومقاطع الفيديو التي ساهمت في تبريد مشاعر الجد والجدة”.
ويضيف “بالرغم من صعوبة العيش في تركيا وتدني الأجور والرواتب، إلا أني سأعود إليها فور انتهاء مدة الإجازة، لأن الوضع الأمني غير مستقر في إدلب، وخصوصاً أن الهدنة وقعت لشهور وليست نهاية التصعيد، ومن المتوقع عودة القصف عليها في أي لحظة، كما أن فرص العمل فيها مازالت محدودة”.
غير أن “أبو مراد” قدم لنا شهادة تخالف رأي الشاب وبلسان المتفائل تحدث قائلاً “ليس لنا إلا وطننا، عشنا في تركيا لاجئين وضيوف لعدة سنوات، وإن كانت الظروف ملائمة للعيش بأمان، فلن أعود إلى تركيا، فالضيف يبقى ضيفاً وإن طالت السنين.. سلمت منزلي متخذاً قرار العودة العكسية.. خبز بدون زيت وتحت سقف بيتي المتضرر، أرحم من ساعات العمل التي لا يطيقها جسدي”.
لم تقتصر فرصة الإجازة على أبناء الشمال السوري فقط، فكان لأبناء ريف دمشق من اللاجئين نصيبا من العودة إلى الأراضي السورية أيضاً، لقضاء العطلة مع عائلاتهم التي تهجرت إليها مؤخراً، والتي كانت السيدة “سهام” من معضمية الشام من بينهم حيث صرحت “الراتب الشهري حوالي ألف ليرة تركية، ولا يكفي لدفع إيجار المنزل وفواتير الطاقة ومصاريف الطعام، عوضاً عن فخ السماسرة الذين نلجأ إليهم أثناء أي مراجعة للدوائر الرسمية. لذلك أُفضّل العيش في إدلب على أن أعامل كالمتسولين”.
على قدمٍ وساق، سارت الإجراءات على معبر باب الهوى الحدودي، لاستقبال عودة السوريين من تركيا خلال فترة الإجازة، واليوم تسير هذه الإجراءات لتنظيم العبور العكسي، فهل سيرفض الأهالي العودة؟ أم أن الأمل قائم على زيارات أخرى؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد