اختاروا طريق اللجوء هرباً من الموت وبحثاً عن الأمان، فكان نصيب دول الجوار ملايين اللاجئين الذين يذوقون كل يوم بعيداً عن الوطن مرارة اللجوء والبعد عنه وعن الأهل،
واقع ملف اللاجئين السوريين واقع مرير يوصف بأنه أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وملايين السوريين في ظروف قاسية وفي مخيمات يفتقر أغلبها لشروط العيش، ناهيك عن تضاعف الأعداد بشكل رهيب، ووفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤن اللاجئين عددهم نحو 5 ملايين مسجل لديها على العلم أن في بداية الثورة لم يكن العدد سوى 8 آلاف لاجئ.
ومما يكشف هشاشة الفئات التي تعرضت للجوء؛ أن نصف عدد المسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لم يتجاوز عمرهم ال 18 عام، ونصف مليون سوري يعيشون في مخيمات رسمية مسجلة أيضاً لدى الأمم المتحدة.
أما فيما يواجه اللاجئ السوري في سياسة “ترامب” فهو المستقبل المجهول من دولة رفعت شعارات القيم الإنسانية عالياً ويتحدثون عنها بصوت مدوي وقوانين يصدرونها إلى العالم عبر”هوليود” وغيرها على أنها مثال للإنسانية.
“أبو كمال” لاجئ سوري مقيم في أمريكا منذ ثلاثة أعوام، تحمل مشقة الهروب من جحيم وويلات الحرب في بلاده: ليصطدم بجدار القوانين التي فرضتها إدارة الرئيس “ترامب” على مواطني سبع دول ومن بينها سوريا، ولدى الاجتماع به في “نيويورك” أخبرنا عن حزنه وقلقه الشديد لتلك القوانين قائلاً “أخشى المغادرة لرؤية عائلتي الموزعة بين عدد من الدول بعد أن قررنا أن نجتمع في تركيا مكان استقرار أمي وأبي خوفاً من عدم السماح لي بالدخول إلى الأراضي الأمريكية من جديد”.
ليظهر سؤال يطرح نفسه بقوة، هل الكلفة التي تخشاها الولايات المتحدة الأمريكية، أم أن الخوف الأمني “الإرهاب وتنظيم الدولة”؟!
لعل الجواب يكمن في التساؤلين معاً حيث أن الولايات المتحدة قدرت حوالي 50 ألف دولار لكل لاجئ سوري خلال 5 سنوات الأولى وذلك بتوفير السكن والخدمات الطبية والغذاء وأمور أخرى كثيرة، وهذا أمر مكلف جداً لدولة أنهكت اقتصادها بالسياسات الخارجية، إضافة إلى الجانب الأمني الذي يعد مشروعا أمريكيا يساهم في تراجع اللاجئين فهناك تركيز على نوعية الناس الذين يأتون للولايات المتحدة الأمريكية.
هذه التكلفة التي تقدرها الولايات المتحدة لا يمكن أن تقاس على اللاجئ السوري الذي هرب من الحرب والجرائم المنظمة بحق السوريين، هناك الكثير من الكفاءات السورية أينما وجدوا في العالم تمكنهم من الانخراط في أسواق العمل، وبالتالي تساهم في اقتصاد الدولة المضيفة
يتابع “أبي كمال” حديثه معنا قائلاً ” لا ننسى أبداً أن السياسة الأمريكية هي من ساهمت بشكل مباشر في استمرار حماية نظام مجرم ويريدون الإبقاء عليه عبر الحلول التي يطرحونها.. مزيد من اللاجئين لا لمستقبل لديهم واليوم تقف الإدارة الأمريكية وتتحدث عن أرقام ودولارات وتنسى القيم التي ما فتأت تنادي بها”.
بيان الأحمد
المركز الصحفي السوري