أصبح ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار حديث الساعة في سورية، وبالأخص للتجار الذين أغلقوا محالهم وأعلنوا إضرابا مفتوحا حتى يستقر سعر الصرف، فكانت مواقع البورصة وأسواق الصرف على مواقع التواصل الاجتماعي منفذهم ليترقبوا خلالها المستجدات بدهشة وكأن ما يحدث أشبه بحلم لا يمكن لواقعهم استيعابه.
فقد شهدت الأسواق السورية خلال الفترة القليلة الماضية تخبطا شديدا واستنفارا من قبل التجار وحتى الأهالي بعد تراجع سعر صرف الدولار الذي وصل إلى 650 لينخفض 300 ليرة ويسجل 340 خلال أيام، الأمر الذي دفعهم للإضراب نظرا للخسارة الكبيرة التي تواجههم بعد هذا الانخفاض الذي لا يمكن لعقل تصديقه، وكأن ما يحدث لعبة الرابح فيها النظام كالعادة كونه يتحكم بسعر الصرف ويخطط لشيء أعظم مما يخيل للبعض.
وانشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالدولار وماهي إلا دقائق تفصل بين كل تحديث وآخر بسعر صرفه، وهنا بدأت حملات السخرية من ذلك الوضع لينشر أحد الناشطين خبرا أن المشافي قد اكتظت بالتجار نتيجة إصابتهم بجلطات قلبية بسبب الدولار والخسارة التي تترتب على تدني سعر صرفه.
“أبو عبد المعين” صائغ ويعمل بتصريف العملات من مدينة إدلب المحررة يقول :” ما يحدث بسوق الصرف أشبه بكارثة لا نعلم ما السبب في ذلك، فقد أخذنا تصريحات ميالة بسخرية عندما قال أن البنك المركزي سيتدخل وسيعيد سعر صرف الدولار ل200 ليرة، فهل يعقل أن يترجم كلامه لحقيقية؟”.
وقال الاقتصادي عماد الدين المصبح للعربي الجديد إنه من الخطأ التعامل مع الليرة السورية على أنها ملك للأسد، لأنها عملة وطنية لكل السوريين، بل والمتأذي من تهاوي سعرها هم سوريو الداخل الذين يتقاضون أجورهم بالليرة، داعياً إلى عدم الانجرار وراء اعتماد عملات لدول مجاورة داخل سورية أو استهداف العملة والاقتصاد السوري، لأنهما لن يسقطا الأسد بل سيزيدان من فقر السوريين ويشجعان على التقسيم والفيدرالية.
ورغم انخفاض سعر الدولار إلا أن انعكاساته السلبية لم تكن على التجار فقط بل على المواطنين أيضا، فالأسعار بالأسواق بقيت على حالها وبعض منها واصل ارتفاعه كالمواد الغذائية الأساسية السكر والأرز والزيت، ويبرر التجار ذلك بأنهم اشتروا بضائعهم عندما كان الدولار ب650، وإن باعوها بالسعر الجديد سيخسرون من رأس مالهم، لتكون معاناة الأهالي مستمرة فلم يتغير عليهم شيء سواء ارتفع الدولار أم انخفض؟! وهنا يبرز بعض من التجار ضعاف النفوس فيشترون بضائع بالسعر الجديد ويبيعونها على أنها بالسعر القديم.
“محمد الحسن” من دمشق يقول :” مادام النظام قادرا على أن يخفض سعر الصرف ويدعم الليرة السورية بهذا الشكل الجنوني وبهذه القوة في غضون أيام، فلماذا لم يقم بهذه الخطوة سابقا وسبب كل هذا تدني في سعر الليرة؟ ذلك إن دل على شيء فإنما يدل على ألاعيب النظام ودهائه ليكسب القطع النقدي من السوق السوداء ويرفع بعدها سعر الصرف بحسب هواه “.
المركز الصحفي السوري ـ سماح خالد