اعتاد الأهالي في الشمال السوري خلال السنوات الماضية على تجهيز أضحية العيد، قبل أيام من قدوم عيد الأضحى المبارك، إلا أن هذا العيد كان مختلفاً إلى حد كبير عن سابقاته مع تراجع الطقوس الدينية، وعزوف مئات العوائل عن تقديم الأضاحي بسبب ارتفاع أثمانها وضيق المعيشة، فضلاً عن انعدام الدخل.
وبات معظم أهالي الشمال السوري يعيشون تحت خط الفقر أو كما يقول “محمد عبد الرحمن” أحد ساكني مخيم الأمل قرب كفرلوسين، “أننا اليوم بحاجة لمن يوزع لنا الأضاحي واللحم الأحمر الذي لا نشاهده إلا في العيد، وأصبحنا نميل للحم الدجاج لسد الحاجة”، وقال “كنا تقريباً نضحي سنوياً، لكن اليوم لا نملك ثمن الأضحية بسبب غلاء ثمنها وجلوسنا بدون عمل حيث لا يوجد فرص عمل وإن وجدت فالأجور جداً زهيدة”.
تقلب في الأسعار والتجار تميل بين الليرة التركية والسورية
يقول “عبد الرزاق العلي” أحد سكان منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، “اشتريت أضحيةً هذه السنة ب 1 مليون و200 ألف ليرة سورية، عبارة عن كبش يزن مئة كيلو غرام، وكان ثمن الكيلو الواحد 12 ألف ليرة سورية.
بحسب عبد الرزاق يعمل تجار المواشي على بيع الأضاحي بالليرة التركية عند تحسن قيمتها أمام الدولار، وعند انخفاض القيمة يلجؤون إلى البيع بالليرة السورية ولا يقبلون بغيرها وهذا الأمر باعتقاده يرفع أسعار الأضاحي ويزيد من قيمتها.
أضاحي من الخارج
يضيف عبد الرزاق وهو معلم وإمام مسجد في المنطقة أن حركة الأضاحي هذه السنة قليلة جداً، ونسبة القادرين على تأدية تلك الشعيرة قلائل، وانخفضت عن العام السابق، وباتت الأضحية بنسبة كبيرة منها تقتصر على قدوم ثمنها من الخارج، حيث يرسل المغتربون أموالاً لذويهم في الشمال السوري لشراء أضحية وذبحها.
وأكد عبد الرزاق على أنه تلقى هذه السنة ثمن أضحية من قريبه من ألمانيا، حيث أراد أن تؤدى تلك الأضحية هنا في الشمال السوري، وقال إنه يعرف الكثير على مثل هذه الحال وأن هذا الأمر لا حرج فيه من الناحية الشرعية.
مبادرات خيرية لجمع ثمن الأضاحي وتوزيعها في الشمال السوري
كثرت الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل فرق تطوعية ومنظمات عاملة في الشمال السوري، لتأمين مبالغ مالية ثمناً للأضاحي، حيث تقوم المنظمات بدورها بشراء الأضحية وذبحها ثم توزيعها على مخيمات النازحين في الشمال السوري.
وبحسب عدد من المنظمات مثل “منظمة بنفسج” فإن المساهمة في ثمن أضحية “خروف” تبلغ تكلفتها 230 دولاراً أمريكياً، بينما تكلفة العجل بحسب فريق ملهم التطوعي 1600 دولار أمريكي.
تقرير اقتصادي/إبراهيم الخطيب
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع