سوريون يلقون حتفهم أثناء التحقيق معهم من قبل مخابرات الجيش اللبناني بعد عمليات المداهمة الأخيرة التي قام بها الجيش اللبناني في مخيمات النازحين السوريين في منطقة عرسال اللبنانية, حيث سلم الجيش اللبناني خلال اليومين الماضيين جثامين لسبعة لاجئين سوريين ماتوا بعد اعتقالهم خلال الحملة الأمنية الأخيرة التي خلفت سخطاً وامتعاضاً لدى أوساط السوريين المعارضين في شتى بقاع العالم, المضحك المبكي أن يقول مصدر من الجيش اللبناني مبرراً سبب وفيات السوريين اللاجئين المعتقلين:
“إن سبب وفاة اللاجئين السوريين المعتقلين تعود إلى معاناتهم من مشاكل صحية مزمنة ترافقت مع ارتفاع هائل في درجات الحرارة!”
لعنة الموت:
يبدو أن لعنة الموت تلاحق اللاجئين السوريين “الذين هربوا من بلادهم خوفاً منها” في كل دول اللجوء, خصوصاً تلك الدول التي ترتبط بقرارها السياسي بالنظام السوري, ولا تنأى بنفسها عن مواقفه العسكرية.
جثث لمواطنين سوريين أبرياء لقوا مصرعهم بعد اعتقالهم بساعات قليلة وآثار التعذيب الوحشي بادية وظاهرة عليها, سلمها الجيش اللبناني لرئيس بلدية عرسال شرقي لبنان, وهم بالأصل لاجئين داخل مخيمات البلدة كان قد اعتقلهم الجيش خلال عملية نفذها قبل أيام بخبطت وسائل الإعلام اللبنانية كثيراً في تبريرها, وتبرير الحاجة إلى تنفيذها بشكل مريب يثير العديد من إشارات الاستفهام حول دوافعها.
استنكارات حقوقية:
ما حصل جراء هذه الحادثة المأساوية التي تم فيها قتل عدد من اللاجئين السوريين بعد اعتقالهم من قبل دولة مجاورة من المفترض أن تنأى بنفسها عما يجري في الداخل السوري, أحاطته أسئلة كثيرة واستنكارات حقوقية أكبر جراء الغموض الكبير الذي أحاط بالعملية بعد أن استباح عناصر الجيش أرجاء المخيم وقلموا بالتنكيل برجالة وشبانه واعتقالهم بصورة مهينة وقاسية وبشكل علني, ولم يشفع تفسير الجيش اللبناني لوفاة اللاجئين المعتقلين من صرخات الاستهجان والاستنكار, حيث بدا التفسير بعيداً عن المنطقية والموضوعية, والذي أعاده بيان الجيش إلى المشاكل الصحية المزمنة وحرارة الطقس.
توضيح البيان:
وطالب عدد من الناشطين السوريين إدارة الجيش اللبناني بتوضيح البيان أكثر, فإذا بقي مضمون البيان كما هو عليه اليوم, وبقي الاعتماد فيما ورد بمضمون البيان, فسوف تكون هذه الحادثة بمثابة اختبار حقيقي لدور الجيش اللبناني في لبنان نفسه من خلال تبعيته لأطراف مهيمنة تتقارب مصالحها من مصالح النظام السوري, وتدعم دعوات بعض التيارات المعادية للشعب السوري وثورته بإعادة اللاجئين السوريين إلى داخل سورية دون أي ضمانات دولية, وهذا ما سيسيئ للجيش اللبناني الذي من المفترض ان يكون مؤسسة وطنية نزيهة مهمتها الدفاع عن أراضي لبنان وليس الهجوم على مخيمات السوريين اللاجئين المستضعفين, لذلك فإن قيادة الجيش هي المعنية والمسؤولة عن قتل السوريين تحت التعذيب, وعليها توضيح الملابسات ببيان آخر يحدد أسباب الوفاة بشكل واضح وشفاف بعيداً عن التدليس والاستثمارات السياسية لأطراف مهيمنة داخل الدولة اللبنانية.
الحرارة والشمس لا تقنع
كثرت علامات الاستفهام بعد ما امتنعت السلطات الأمنية اللبنانية عن السير في القضية بموجب مقتضيات القانون, إذ لم يتمكن الأهالي من التأكد من أسباب الوفاة حتى اللحظة, فحجة حرارة الطقس والتغيرات المناخية لن تقنع الرأي العام بأن آثار التعذيب الواضحة على الجثث هي من فعل أشعة الشمس الحارقة!, فبكل بساطة الجيش سلم الجثث ولم يسلم أي تقارير طبية تعلل سبب الوفاة.
الحادثة وقعت, وبالتأكيد ستفتح الباب في الأيام القادمة على حوادث أخرى بحق اللاجئين السوريين, فيبدو أن أذرع “حزب الله” اللبناني واضحة ضمن مؤسسة الجيش اللبناني الذي في طريقه للتحول لمطية تحالف بين أحزاب مسيحية وشيعية موالية للنظام في دمشق, وسيجد السوري نفسه في مأزق في بلد لم يقدم ابسط درجات احترام حق اللجوء, بل على العكس تعمل حكومته جاهدة على رد الجميل لشعب استضاف نازحيهم وفتح لهم البيوت يوماً ما..
المركز الصحفي السوري – حازم الحلبي